بيتي!…
من زمانٍ كان بيتَنا
اليومَ مُنهكٌ ، متعبُ
راحوا ليُلبسوه ثوبًا مذهّبا
عرّوه… حجارتُه تركتْ العتبات
سمعتُها تُعاتبُ وتعتبُ
تبعث لي أنغامها الباردة
باردٌ بيتنا
الدّفء فيه ذاب من عينيّ
فاشتعل قلبي
هكذا صرنا في أوطاننا
ثيابُنا تقع منّا… وقد تكسّرتْ عظامُ الإلفةِ
شمَتَ بنا الأعداء
وَسْوَسوا لنا بالخراب
لوَوْا قلبيَ المسكين
أغمضُ جفنَنيّ ، الحقيقةُ كنزٌ نُخبّئه
لن أدفنَ رأسي كالنّعامة
سأجابِهُ الواقع
حيثُ تنقصُ الحكمةُ
لا حكيمٌ بينَنا يرى النّهاية قبل البداية!…
أخرَسوه، أبْعَدوه
لكنّه يعود … هنا تربّى ، ابتسمَ وضحكَ
لا يتغيّر وجهُ الكونِ بالهدم
نغيّرُه إذْ نَحميه
نحميه إذْ نملكُ الجرأةَ
نرفضُ، نقولُ :لا
“ما أتيتُ لأنقضَ إنّما لأكملَ”
أنصتوا لأقوال المُعلّم المحبِّ المتواضع
لا تَهدّموا … أجدادُنا رفعوا العتبةَ بأيديهم، خفيفةً كالرّيشة
رؤوسهم لم تنحنِ ، لم يتسكّعوا …
و الرّيشةُ بيدِكم أطنانٌ من الاستهتار
تنفلتُ من شقِّ أصابعِكم ، تطير
تحلمون بالحرير ،وتُصدَمونَ بالواقع المرير
( أيّتها الحروف يا صديقتي الوفيّة، لولاكِ لكنتُ اختنقت …
البركانُ المحتدمُ فيَّ هدأَ قليلا …نفثَ حممَه، باردةً ،تلمعُ وتسطعُ ارتياحا!…
الكتابة تُطفئ نيرانَ الكاتبِ…
ويلمعُ من الفحم المكتومِ ماسُ الإحساس… )
الحسناء ٢٠٢٥/٩/٥ صباحًا ٥:٤١






































