بقلم الشاعره … سامية البابا
(يـد الشّيطان)
تلك اليدُ ،،،
الّتي تحرّكُ العالمَ بأصابعَ خفيّة،
لا تنام،
تزرعُ الفوضى حيثُ مرّت،
وتُشعلُ الحرائق في ليلٍ مكتظٍّ بالدّم.
بالأمس، قالوا: وباءٌ اسمه كورونا،
فتوارى النّاسُ خلفَ الأبواب،
يتنفّسون خوفاً،
ويراقبون موتاً لا يُرى،
موتاً يُحاصرهم بالهواء نفسه.
ثم انفتحت أبوابُ الجحيم:
حروبٌ في سوريا والعراق،
دماءٌ في السّودان واليمن،
وجوعٌ يعضّ أطفالَ غزّة،
كأنّ الأرضَ تآمرت مع السّماء على أهلها.
أمّا الذّهب الأسود،
فصار هبةً للغرب،
يمدّ القاتلَ بسيفٍ أبهى،
ويُطيلُ عمرَ النّار والحرب .
وأمّا الصّحافة،
السّلطةُ الرّابعة،
فلم تعد سلطة،
صارت أفواهاً مكمّمة،
وأقلاماً تُكسر قبل أن تكتب،
وصحفيين يتساقطون برصاص الاحتلال الواحد تلو الآخر
كأنّ الكلمةَ أخطرُ من القنبلة ،
لأنّ الكلمة نبض الحقيقة .
من يوقفُ العدوان؟
من يطفئُ فمَ الشّيطان؟
من يجرؤ أن يرفعَ صوت الأذان
في زمنٍ صار فيه الصّمتُ عبادةً
والخيانةُ سياسة؟
نحنُ،
الّذين نحملُ في عيوننا شرارةً لا تنطفئ،
وفي أيدينا حجرٌ يصيرُ وطناً،
وفي أصواتنا صدحُ الحرّيّة.
لسنا وحدنا،
فكلُّ شهيدٍ ينهضُ فينا،
وكلُّ أمٍّ تُعلّم طفلها الحلمَ والرّجاء،
وكلُّ صحفيٍّ يسقطُ قتيلاً
يتركُ حبرَهُ يسيلُ في الشّوارع،
ليكتبَ الغد من جديد.
لن تبقى اليدُ الّتي تحرّكُ العالم
ممسكةً بخيوطنا إلى الأبد،
سنقطعها بحبٍّ لا يُهزم،
وصبرٍ لا يشيخ،
وقلوبٍ تعرف أنّ النّصر قادم
والعودة بإذن الله قريبـة.
بقلم الشاعره … سامية البابا






































