بقلم … يسرا القيسي
عُدْ …
يوم ودّعتك على مضض ؛ سرى في قلبي الوجع ؛
وبرقت على وجنتي لؤلؤات بيضاء .؛ يوم ودّعتك الوداع الأخير ؛ كنت متلفّحة بحزني …غارقة في بحر وجدي ؛ أداري خيبتي ..ضعفي .. إنكساري ..إنهزامي وبقايا كبرياء مزّقه قرار رحيلي عنك بمحض أرادتي لم أكن راغبةً
في أن تراني على ذلك النّحو ..أعومُ بألمي ..
ولكم تمنيت أن أخفي وجهي بين كفّي لأتوارى عن عينيك كي لا أرى فيهما نفسي .؛
يوم ودّعتك كنتُ أخشى ألّا أراك ثانية وألّا أسمع صوتكَ مرّة أخرى .؛ كنتُ خائفةٌ على حبّنا من الزّوال ؛ ذلك الحبّ السّامي .. المتماسك الّذي قوّضته بشكوكي ..
عرفتك يا حبيبي ؛ وديعاً .. معطاءً .. لم تكن سبباً في أيذائي .. أنا آذيتُ نفسي لا زلتُ أتذكّرُ كلماتكَ ؛ كانتَ هادئةً .. ناعمةً .. متّزنةً
لكنّها ضاعت وسط ضجيج المشاعر الّذي ألمّ بنفسي ؛
كنتُ حيرى … غيرى أعترف أنّني قد تسبّبت بتلك النّهاية الّتي أقضَّت مضجعي .؛
أثر وداعنا الأخير كنتَ أكثر حزناً منّي أعلم ذلك أمّا أنا فكم كرهتُ نفسي لأنّني ضللتُ السّبيل الى قلبكَ ؛ لقد أضعتكَ رغماً عني .؛
وأما أنت أيها القابع في ثنايا الروح ؛ كم أمتصصت نقمتي وكم حاولت القضاء على غضبي … غيرتي … تمرّدي ؛ لكن دون جدوى .؛
الآن … وبعد أنهيار حبّنا ؛ وبعد أنسيابه كيف أصبح أنسياب الماء من بين الأصابع ؛ كيف السّبيل إليكَ ؟ هل من وسيلة تسمع بها صوتي ؛ وهل من مغفرة تسعد بها قلبي ؟ أفتقدك يا حبيب الرّوح .. أبحثُ عنك فأجدك داخلي ؛
ها أنذا أشعر بك وأنت تتسلّل الى دمي ؛
كما أشعر بك ترقدُ بسلام في أعماق أعماقي وتتشابك بنياط القلب …،
حبيب العمر ؛ أحتفظُ ببريقك داخلي ؛ رغم أنّني بحثتُ عنك في كتب الحبّ والشّعراء لأصفكَ وصفاً يليق بك إلّا أنّني لم أجد وصفاً يليقُ بمقامكَ .. هيبتكَ .. عنفوانكَ .. ورجولتكَ
الآن … أريدك أن تغفر لي طيشي … غيرتي ونزقي ؛
ولأنّني لا أجد مفردات تسعفني ؛ فها هي الحروف تنزلق من بين شفتي ؛ وأعجز عن الأمساك بها ؛ حتّى قلمي بات مكبّلاً آزاء لغة عاجزة عن التّعبير ؛ فألتمس العذر لي حبيبي. بقلم … يسرا القيسي






































