ما كان الفراق يوما نهاية
ما كان الفراق يوما نهاية، بل بداية أخرى للحبّ…حبٌّ بلا لقاء، بلا صوت، بلا يدٍ تمتدّ لتطمئنَّ.
افترقنا… نعم.
لكنّنا نسينا أنّ الأرواح لا تُوقّع على الرّحيل،
وأنّ القلب لا يعرف أبوابًا تُغلق بعد المحبّة.
ما زلتُ أراك في تفاصيل الأشياء الصّغيرة،
في ظلّ الغروب، في صمت الأغاني،
في لون البحر وضجيج الموج في صدى ضحكاتنا المتناثرة على رمال شاطئه.
ما زلت تسكنني كما يسكن الضّوء ذاكرة النّافذة، وكما العطر يسكن أطراف منديل نسيته على عجلٍ.
باقٍ فيّ كما تبقى النّغمة في أوتار الموسيقى لا تعزف… لكنّها تؤلم .
لسنا معًا،
لكنّنا لم نفترق تمامًا…
فنحن، ببساطة، نعيش داخل بعضنا
بطريقةٍ لا يفهمها العالم
أشتاقك… نعم
وحين أشتاق، لا أبحث عنك بل…أبحث عنّي يوم كنت فيَّ.
أنت لست هنا، لكنّك كل هناي …وكلّ الحنين.
وأعلم أنّك، في مكان ما، تفتح نافذتك على نفس الغروب، وتهمس بإسمي دون أن تدري أنّك تزرعني في كيانك وروحك لآخر العمر… بقلم رغدة جمال عيد






































