لا تعيبوا عَليَّ بياني وبلاغتي، فإنّي أتنفس بهما منطقا❗️
قال أورويل: “فساد اللّغة دليل على فساد الفكر”
وقال فيتغنشتاين “حدود لغتي هي حدود عالمي، كثير من المشكلات الفلسفيّة تنشأ من إساءة استخدام اللغة، وأنّ فهم حدود اللغة هو مفتاح فهم حدود الفكر والعالم.”
فمن يستهين بجمال اللّغة في النّقاش، كمن يستهين بأدوات الجراح في غرفة العمليّات، لأنّ الفكر لا يصاغ إلّا بأداة سليمة، واللّغة هي أداة العقل، فمن يحسن لغته يحسن بناء أفكاره، وسلامة العبارة دليل على سلامة المنطق، والإنضباط اللّفظي قصص يعكس انضباط الفكر.❗️
إنّ بصمتي اللّغوية الّتي يعشقها قرّائي، لا أعتبرها زينة لفكري فقط، بل بنيته الحاملة.
فيا من يختلف معي في الفكرة ويعيب علي إحكام العبارة، ظنًّا منه أن جمال اللّغة ترف يمكن فصله عن القضايا الجادًة، إنّك تجهل أنّ اللّغة هي المعمل الّذي تصهر فيه الأفكار قبل أن تخرج للنّاس. فاللّفظ الرّشيق دليل الصّدق والوعي والدّقة، وسلامة العبارة شهادة ميلاد لفكرة مكتملة ❗️
اختلفوا معي في الفكر ما شئتم، لكن رجاء لا تعيبوا عَليَّ بلاغة وبيانا ، إن من يحتقر الأداة الّتي يُبنَى بها العقل، كمن يحتقر البوصلة في بحر مضطرب، ثمّ يزعم أّنه يعرف وجهته، ومن يخاصم جمال اللّغة في القضايا الجّادة، كمن يخاصم ضوء الشّمس لأنّه لا يستر العورات❗️
لبنى كيسي






































