دمعةٌ من أجلِ اللّيلِ …
بقلم … عبد الواحد السويّح (نصّ جديد)
_____________________
مَنْ قال إنّ اللّيلَ يكرهُ النّهارَ؟
اللّيلُ لا ينامُ،
لا يأكلُ،
قبْلَ أنْ يأتيَ النّهارُ
مهْما تأخّرَ النّهارُ
أذناهُ مشدودتانِ إلى وقْعِ خطاه
إلى صوتِ المفتاحِ وهو يديرُ القفلَ
تأخّرَ النّهارُ كثيرًا هذه اللّيلةَ
لَمْ يتمالكِ اللّيلُ وغفَا
وظلَّ الأكلُ على المائدةِ كَمَا هو
نامَ الليلُ على غير عادتِهِ
رغم أنّه قرأ حسابا لتأخّرِ النّهارِ
نامَ وزِرٌّ إضافيٌّ من الظّلمةِ مازالَ مُعلَّقًا في قميصِهِ
تعمّدَ ألاَّ يخلعهُ
حتّى لا يشعر النّهارُ بالحرجِ
لكنَّ النّهارَ لم يكنْ كَمَا يبدُو،
محبًّا،
بريئًا.
لقدْ تعمّدَ التّسكّعَ في الشّوارعِ قَبلَ أنْ يعودَ
وكان يُخفي مقصًّا كبيرًا في جيبِهِ
كان مصرًّا على معرفةِ المكانِ الّذي يُخفي فيهِ اللّيلُ أزرارَ الظّلمةِ
يدخلُ النّهارُ قاطعًأ أنفاسَهُ
حذاؤهُ تحت إبطيهِ
وشررً يتطايرُ من عينيهِ
يكادُ يشعلُ البيتَ
في حقيبةٍ صغيرةٍ فوقَ الدّولابِ
تختبىءُ الأزرارُ
كلُّ زرٍّ يرتدي باروكةً سوداءَ
في جوفِ كلِّ باروكةٍ حكايةٌ:
حكايةٌ، قصَّ طفلٌ صورَها
حكايةٌ، أتلفَهَا مطرٌ يتقاطرُ من السّقفِ
حكايةٌ، قرأناها في طفولتِنا ونسيناها
حكايةٌ، لم تُكتبْ بعدُ.
أخرجَ النّهارُ المقصَّ من جيبٍهِ
قصَّ شَعرَ الحكاياتِ
فتململَ اللّيلُ
وأخذ زرَّ الظّلامِ الإضافيّ المعلّقَ في قميصِهِ
وابتلعَهُ،
فسقط النّهارُ منتحرًا…
وتلك هي الحكايةُ الّتي لَمْ تُكتبْ بعدُ.
وها أنت عزيزي القارىء
تتأمّلُ الأسطرَ بحثًا عن المعنى
لكن الأسطر تتأمّلك وتنتظرُ منكَ دمعة






































