نقد النّقد / الوجه الآخر للتجربة
حوار حول التّجربة النّقديّة
أجرى الحوار : الإعلامي عبد الله دكدوك
من يكون محمد زغلال : ناقد ؛ قارئ ؛ مؤلف ؟
محمد زغلال — لا يمكن أن أنكر هذا الوصف ؟ : النّاقد قارئ متخصّص ، صاحب فكرة . أي يملك بعضا من حقيقة النّّص وبالتّالي فهو يقتسم مع المؤلّّف الفهم العام للقيمة الجماليّة ، الّتي يبحث عنها – القارئ الواقعي – .
【هل نقّادُنا في مستوى ما ينتج ؟ هل إضافتهم تمثّل قيمة مضافة أم مجرّد محاولات متفرّقة تكتب باسم النّقد ؟ 】
محمد زغلال — لم يكن النّقد يوما مجرّد أفكار خالية من الوعي المدرك لحقيقة النّصوص . وإلّا ما كان ليملك نيّة احترام القارئ المبتدئ الّذي أسمّيه ( القارئ العفوي ) الّذي يملك إمكانيّة ممارسة النّقد ، كما هو الشّأن بالنّسبة – للنّقاد الجدد – دون الخضوع لرقابة النّشاط الفكريّ في السّاحة الأدبيّة . وهم بذلك يداورون الحقائق من خلال اشتغالهم على أساليب النّقد القديم . بشكل مفضوح ومأزوم وسخيف للغاية .
【 لذا وصفتك ، بأنّك ” حالة متفرّدة تتطوّر بسرعة، وتؤسّس لنقد حديث “¹؟】
محمد زغلال — هذا هو سبب كوني لا أتعاطف مع النّاقد المحترف الّذي يقنع دور المثقّف العربي في المقاربات النّقديّة .. النّقد المقارن … من خلال رؤيته المتقدّمة الّتي تسعى إلى تهديم وتخريب بنية النّصوص القديمة بهدف إعادة ترتيبها بطريقة معاصرة تجعله يسكب إحساسه ويبحث عن الضّياء في قلب المؤلّف من خلال طبائع النّصّ .
【 هنا يتقاطع النّقد مع مستوى الأخلاق والقيم والسّلوك النّقديّ باعتبار أنّ النّاقد ليس مجرّد قارئ نخبويّ ، بل هو موجّه للرّؤية الفكريّة والجماليّة ، ومساهم في بناء الأفق الثّقافي ؟ 】
محمد زغلال —- بكلّ تأكيد / حين يلتزم النّاقد باهتمامات الخطاب الفكريّ . عليه أن يعرّي عن مواقفه الصّادقة الّتي تحصّن تجاربنا وتحميها من السّقوط في اللّامبالاة أمام تعدّد العوائق الّتي تقف في وجه حرّيّة التّعامل مع النّصً . باعتباره نشاطا خلّاقا غير منقفل على توجّه منهجيّ واحد تنفرد به الحركة الأدبيّة والإنسانيّة المشلولة .
【هذا يعني أنّك تؤسّس لنقد حديث يطرح الأسئلة العميقة حول الكتابة وغاياتها ؟ 】²
محمد زغلال —- التّجربة النّقديّة هي قضيّة إرادة تدفعنا بقوة إلى تفكيك العقد ؛ والتّحايل على الهواجس ؛ الّتي يدسًها المبدع في نصّه بشكل مجرّد . ولكي أكون أكثر موضوعيّة في الحكم على النّشاط الفكريّ لحلّ مشكلة النّقد وقضاياه المكدّسة في الأصول النّقديّة من خلال نظريّة التّلقي . علينا ألّا نسعى إلى التّعاطف مع النّصّ مهما كانت سلطة مؤلّفه لأنّ هذا الفعل يجرّنا للإخلال بمواقفنا الأخلاقيّة تجاه النّقد ويجعلنا نتنكّر لالتزاماتنا الثّقافيّة .
【 هناك دعوة ضمنيّة لإعادة التّفكير في وظيفة النّاقد ، ليس بوصفه حكما . بل كوسيط بين النّصّ والقارئ ؟ 】
محمد زغلال — إنّ محاولة إرفاع مستويات النّقد في المنهاج التّجريبي من خلال المقاربات المتراكمة . يتطلّب منّا الكفاءة والثّقة بقدرة العقل على تحديد المسؤوليّات داخل النّصّ ، الّذي يجدّد نفسه بنفسه من خلال المعايير الثّقافيّة والإنسانيّة الّتي يستهلكها ، كي يدفع المؤلّف للإستغناء عن القوانين والمعايير الّتي تتحكّم في مبادئ الإبداع الّذي يمنح للتّأويل سلطة التّفسير لملاحقة النّظم الفكريّة . ألم تصف النّقد سيدي عبد الله [ لا بوصفه سلطة فوقيّة بل وعيا متجذّرا في السّياقين الثّقافي والإنسانيّ ] ³ .؟
عبد الله دكدوك / محمد زغلال محمد
المملكة المغربيّة .
المصدر [ ¹- ² – ³ ] = جريدة الحدث الأفريقي .
الموضوع : (في السّياق النّقديّ والأدبيّ المعاصر .. النّاقد المغربيّ محمد زغلال محمد نموذجا ) بقلم : عبد الله دكدوك






































