خطةٌ إسرائيليَّةٌ للسّيطرةِ على غزَّةَ تُشعلُ الجدلَ الدّوليَّ
تقرير : سلمى صوفاناتي
في تطوُّرٍ عسكريٍّ وسياسيٍّ لافتٍ، صادقَ المجلسُ الوزاريُّ الأمنيُّ المصغَّرُ في إسرائيلَ “الكابينتُ” فجرَ الثّامنِ من أغسطسَ عامَ ألفينَ وخمسٍ وعشرينَ على خطّةٍ شاملةٍ تهدفُ إلى فرضِ السّيطرةِ العسكريَّةِ الكاملةِ على مدينةِ غزَّةَ، تمهيدًا للسّيطرةِ على كاملِ القطاعِ.
وتتضمَّنُ الخطّةُ – الّتي وُصفتْ بأنَّها الأجرأُ منذُ بدايةِ الحربِ – أهدافًا محدَّدةً، أبرزُها القضاءُ على حركةِ حماسَ، وتحريرُ الرّهائنِ الإسرائيليينَ، ونزعُ السّلاحِ من القطاعِ، وإقامةُ إدارةٍ مدنيَّةٍ بديلةٍ لا ترتبطُ بحماسَ ولا بالسّلطةِ الفلسطينيَّةِ.
آليَّةُ التّنفيذِ المعلَنةُ تشملُ إصدارَ إنذاراتٍ للسّكانِ المدنيينَ تمهيدًا لإخلاءِ مناطقِ القتالِ، وتطويقَ المدينةِ، ثمّ تنفيذَ عمليّاتٍ توغُّلٍ برّيّةٍ متدرِّجةٍ، وصولًا إلى السّيطرةِ على الأحياءِ والمخيّماتِ، على أن تستغرقَ العمليّةُ بين أربعةِ أشهرٍ وخمسةِ أشهرٍ.
وقد أثارَ القرارُ انقسامًا حادًّا داخلَ المؤسّسةِ الإسرائيليةِ؛ إذ حذَّرَ رئيسُ الأركانِ إيالُ زامير من أنَّ الخطّةَ قد تتحوَّلُ إلى “فخٍّ استراتيجيٍّ” طويلِ الأمدِ، ملوِّحًا بمخاطرَ مباشرةٍ على حياةِ الرّهائنِ، فيما عبَّرتْ عائلاتُهم عن خشيتِهم من أن تؤدِّيَ العمليّاتُ إلى فقدانِ السّيطرةِ على مصيرِهم.
دوليًّا، تواصلتْ ردودُ الفعلِ المندِّدةُ، حيثُ أعلنتْ ألمانيا تعليقَ صادراتِ الأسلحةِ ذاتِ الصّلةِ بالعمليّاتِ في غزَّةَ، فيما وصفتْ دولٌ عربيَّةٌ ومنظَّماتٌ أمميَّةٌ الخطوةَ بأنَّها خرقٌ واضحٌ للقانونِ الدّوليِّ الإنسانيِّ، محذِّرةً من أنَّ فرضَ السّيطرةِ بالقوَّةِ سيؤدِّيَ إلى كارثةٍ إنسانيَّةٍ جديدةٍ وتدهورٍ إضافيٍّ للأوضاعِ المعيشيَّةِ في القطاعِ المحاصَرِ.
وبينما تستعدُّ القوّاتُ الإسرائيليّةُ للتنفيذِ، يترقَّبُ المجتمعُ الدّوليُّ تداعياتِ هذه الخطوةِ الّتي قد تعيدُ خلطَ أوراقِ الصّراعِ وتفتحَ فصلًا جديدًا من المواجهةِ في المنطقةِ.






































