وشوشة النّدى
على حدِّ الضوء،
تسيرُ قطرةٌ وحيدة،
توقظُ وردةً
ثم تتركُ في قلبها
رجفةً أعمقَ من العطر.
الحبُّ ظلُّ سفينةٍ
تتلاشى في ملح الأفق،
تجرُّ وراءها رسائلَ مبتورة
وأصداءَ لا يعرفها الشّاطئ.
النّغمةُ تولدُ،
فتكسرُ الرّيحُ وترَها الأوّل،
ويصيرُ الغناءُ
عكّازًا يجرُّ صمتَه
على أرضِ اللّحن.
في عينِ الماء،
تزهرُ أسئلةٌ
لا تملكُ سوى أن تعوم،
تنتظرُ نهرًا يلاقي بحرًا
دون أن يخافَ
مخالبَ العتمة.
النّهارُ يمشي حافيًا
على أكتاف الغيم،
يحملُ شمسًا صغيرة
توشكُ أن تنطفئ
كشمعةٍ في يدِ العابر.
ورقةُ خريفٍ تهوي،
تسأل جدولًا عن الطّريق،
فيضحكُ الماءُ
ويمضي
دون أن يبلّل الإجابة.
طائرٌ وحيد،
بغصنِ زيتونٍ
وأجنحةٍ مثقلة بندى قديم،
لا يعرفُ كيف يهبط،
ولا كيف يعلو.
وعندما يسكت البحر،
تخرجُ النّجومُ
كعيونٍ تبحثُ عن مفقود،
وتنتظرُ،
كما ينتظرُ النّدى
فجرًا لا يخونه الضّوء.
بقلم مؤيد نجم حنون طاهر
العراق محافظة البصره






































