قَصِيدَةٌ بِطَعْمِ الْمَلَائِكَة
كُلُّ القَوافِي التَّعِيسَةُ تَمَرَّدَتْ
حَشْرَجَةُ الحُرُوفِ تُثْقِلُ صَدْرِي…
كَيْفَ أَكْتُبُ، وَالنَّقَاءُ تَبَخَّرَ
فِي مَوَاسِمَ لا تَعْرِفُ إِلَّا اللَّطْخَ؟
كُلُّ نَبْضٍ كُنْتُ أَخُطُّهُ نُورًا
صَارَ يَنْزِفُ مِنْ وَجَعِ الأرْوَاحِ
جُرْحًا فَادِحًا…
ضَاعَ فِينَا الْبَيَاضُ، وَاسْتَوْطَنَ الْعَتَمُ،
وَصَارَ القَلْبُ يُصَلُّي
فِي مِحْرَابِ الأَسَى…
بِلَا وِجْهَةٍ… وَلَا وَطَنٍ!
مَشَاعِرِي الْوَلُودَةُ قَدْ عَقَرَتْ
وَشَرِبْتُ مِنْ كَأْسٍ مُصَدَّعٍ
سُمُّ الصَّمْتِ يَسْرِي فِي دَمِي
فِي زَمَنِ الرِّدَّةِ وَالضِّيَاعِ…
فَاضَ الوَجَعُ… وَانْفَجَرَتْ مَشَاعِرِي
مِنْ رُكَامِ القَهْرِ، وَرَمَادِ الصَّمْتِ
فَانْسَكَبَتْ قَصِيدَةٌ أُولَى…
بِطَعْمِ الْمَلَائِكَةِ…
تُحْيِي ضَمَائِرَ تَحَنَّطَتْ
وَتُرَتِّلُهَا العَنَادِلُ عِنْدَ الغُرُوبِ
تَتَرَاقَصُ عَلَى أَنْغَامِهَا الأرْوَاحُ الطَّاهِرَةُ
وَتَقْرَعُ أَجْرَاسَ الأَمَلِ الْمَفْقُود.
بقلم جمــال بودرع






































