القيادة
الدكتور محمد العبادي
لكلّ مشروع يراد له النّجاح سواء أكان سياسيّاً أو اقتصاديّاً أو تجاريّاً لابدّ له من إدارة ناجحة وقيادة حكيمة تقود العمل إلى النّجاح .
وقد عرفت القيادة قديماً وحديثاً أثناء الحروب والنّزاعات والمعارك وكانت الانتصارات في الحرب سبباً رئيسيّاً في إظهار مواصفات القياديّ النّاجح والحكم على القائد أنّه قائدٌ يمتلك مقوّمات وصفات القياديّ النّاجح ولذلك كانت وما زالت تشكّل القيادة رأس الحربة الّتي تشقّ الطّريق أمام النّاس جميعا لتحقيق الأهداف والطّموحات المرجوّة منها بحيث يجب أن تكون القيادة أهلا للمسؤوليّة لأنّ ثمن أخطاء القيادة تكون باهظة وتنعكس سلباً على المجتمع وكذلك الأفراد وكانت تتمحور كلمة القائد أو القيادة حول كبار الشّخصيّات والرّؤساء والمسؤولين وقادة المعارك فقد اشتهر كثير من القادة وضُرب فيهم المثل في القيادة والنّصر في المعارك والشّجاعة والإقدام ممّا جعلهم يدخلون التّاريخ بإنتصاراتهم من أوسع الأپواب .
إنّ القيادة تختلف من وقت لآخر ومن زمن لأخر ومن شخص لآخر ومن ظرف لآخر لكنّها بالنّهاية تبقى مرتبطة بشخصيّة الفرد ومهاراته الّتي يتمّ صقلها ، حيث لم تعد كلمة القائد أو القياديّ تطلق على الرّؤساء ولم تعد تتمحور حول المناصب العليا ، بل أصبحت صفة داخليّة موجودة لدى كلّ شخص ، بحيث أنّ الإنسان قيادي في مكانه وفي منصبه باختلاف وظيفته ، وأنّ كلّ شخص يحمل بداخله القائد الّذي يحتاجه في التّنمية والصّقل حتّى يظهر بالمكان الصّحيح والوقت الصّحيح بحيث يمكنه القيام بعمل كان لديه القناعة باستحالة تنفيذه أو بعدم قدرته على القيام به .
أي أنّ القيادة وبمفهومها المعرّف لدى الافراد ودور القيادة في تطوّر الدّول ونجاحها وكيف أنّ لبناء الشّخصيّة وفهم شخصيّة الفرد دور في إظهار الجانب القيادي بداخله وتعزيز الثّقة بالنّفس لديه ، إنّ القيادة هي فنّ وتوجيه أيّ جزء منها يمكن أن يكون فطريّاً ، لكن بالنّهاية هو بحاجة الى تنمية من خلال الممارسة ، فالقيادة حلقة الأساس في المجتمعات سواء كان القائد المعروف من قادة المناصب العليا أم من الافراد الّذين يمتلكون صفة القيادة بداخلهم الّتي تحتاج الى التّنمية والصّقل بحيث أنّ العمل على صقل شخصية الفرد يؤدّي الى ظهور شخصيّات قياديّة ناجحة قادرة على النّهوض بالدّولة والمجتمع . وبما أن لهذه الشّخصيّات الدّور الكبير في نجاح وفشل الدّولة .
لذلك علينا معرفة مفهوم القيادة وكيف يمكن أن يكون الشّخص قياديّ ناجح في مكانه .
إنّ تنمية شخصيّة الفرد سبباً في نجاح المجتمع والمؤسّسة حيث أنّ النّجاح يبدأ من الفرد الواحد وينتشر ليشمل المجتمع والخروج بالتّوصيات الّتي تقلّل من الآثار السّلبيّة لعدم تنمية شخصيّة الفرد واهمالها من قبل المؤسّسات المختلفة وأنّ إهمالها يعني عدم تطوّر المجتمع والبشريّة.






































