بقلم … نبيلة علي متوج
((. غـــربة ))
في أقاصي الأرض
في منأى عن الفرح
وتحت وطأة عذاب،
وجهٌ يائسٌ بائس
تتقلّب فيه أمواج الكآبة
وجومٌ مُطبق
ونظرةٌ حائرة
تشي بكثير من الوجع والحرمان
تسمّر ساكناً،
رمّقني بنظرة تضجّ حزناً
ثم أشاح بوجهه !
كأنّ الغربة نالت منه ما نالت منّي
أيّها الغريب ……
لا تدر ظهرك مُعرضاً
سيرة ألمك واضحة المعالم
وإن حاولت سترها أو الهروب
هي جليّة بالنّسبة لي
وقد سبرتُ أغوارها
أتدري لماذا ؟
لأنّها ذاتها ما أكابده
وما يؤرّقني
ويهشّم صبري وقدرتي على الاحتمال
كلانا يرزح تحت سطوة الغربة ؛
يبحث عن نور في نهاية
هذا النّفق المظلم
تعال !!
مُـدّ يدك ؛ صافحني
أنا مثلك غريبة خلف البحار
أشتاق وطني ,
أمّي وأبي
كلّ الأزقّة والدّروب !!
المنفى يبتلعنا
الأسى والمواجع
نحن ضحايا وحشيّة الفقر
ولعنة الحروب
الأبواب موصدة ،
الليل ثقيل ؛
كأنّنا في جهنم
أيّها البائس مثلي
تعال نرقص رقصة القهر
الحنين ؛ الموت
ثم نمضي متعثّرين
في مجاهل الدّروب
……
هجرنا أوطاننا
افترشنا أرصفة الضّياع
القهر يغمر وجوهنا بالدّموع
نتوارى خلف ابتسامة كاذبة
نرسل رسائل مخادعة
أننا بخير …
لا عزاء لنا
نحن الفقراء ؛ الرّاحلين
نبحث عن شموس لا تغيب
لكنّ حياتنا غروب
أيّها الغريب
هات كفّك ..احتضن يدي
الدّفء غادرني
مذ غادرت وطني
أصابعي تتساقط كأوراق الشّجر
من قال أنّ الوطن حجارة وتراب
هو نبض في القلب
لا يغادر حتّى يضمّنا التّراب
مرآة تعكس ملامحنا بصدق
وفرح غامر لا عذاب
هيا نعدّ للوطن أحباب
بقلم … نبيلة علي متوج
سورية






































