بقلم … غادا
فاتني هذا الصّباح…
أن أحتسي فنجاني المرّ،
بعضي كان عالقًا في الحلم،
وما تبقّى منّي لا يكترث،
بالصّحو أبداً..
مضى هذا النّهار كما غيره،
ولم يفتح العالمُ عينيه كعادته،
بل ظلّ يتثاءب كمن فاته القطار الأخير .. ولم يبالِ بمجمل التّفاصيل.
الشّمس…
كذبة بيضاء تُمارَس علينا كلّ يوم لتنتهِ بكذبة أكثر غموضاً تلفّها العتمة،
وهناك في فناء الرّوح،
يرتع الضّجرُ كذبابةٍ مدلّلة.
أبحثُ عنّي…
فلا أجد غير ظلٍّ يتلوّى على الجدار،
يُقلّدني بتعبٍ
ويخجل إن نظرتُ إليه، لدرجة يصعب أن ألملم عنه ملامحي المبعثرة..
المرآة..
لم تعد صديقتي،
تخاصمني بهدوء،
تقول لي:
أنت وجهٌ متكرّر،
تعبتُ من رصد مزاجك المتقلّب كالبراكين..
أنفاسي ليست لي،
تمضي نحو صدري مقطوعة الأنفاس،
تختبئ بين ضلوعي
كطفلةٍ خذلها الجميع.
أحاول أن أكون حزني
لأفهمه جيّداً،
لكنّه يغيّر شكله كلّ مرة
كأنّني أعانق رجلاً من ثلج،
ما إن يشعر،
بصدق مشاعري حتى،
يتلاشى..!!
الخطأ الوحيد الّذي أرتكبته…
هو أنّني صدّقت الحياة،
ونسيتُ أنّ الأمل
ينمو عند حافّة الهاوية،
لا في أحضانها.
لهذا إن صادفني الموتُ اليوم،
سأصافحه بهدوء،
وأطلب منه
أن يُمهلني لحظةً
لأكتب جملةً.. لا تموت،
ولا تتنكّر لذكرايَ المجيدة ..
بقلم … غادا






































