بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
إلى أفقٍ لا يُدرك …
إلى أين تمضي،
وأنت تُبحرُ فوقَ موجٍ لا يعرفُ السّكون؟
أيعقلُ أن تهدأَ الرّيحُ،
وهِيَ تحملُ في جوفِها
صراخَ السّفن الغارقة،
وأنينَ المراسي الّتي لم تَجد برًّا؟
أنتَ العابرُ بينَ ركامِ الماضي،
تقرأُ على صفحاتِ الماء
قصصَ مَن رحلوا،
وتكتبُ بخطواتِكِ
مستقبلاً لم يأتِ.
هل يُطفِئُ البحرُ جُرحَهُ يا سفيرَ المدى؟
هل تُطفئُ طيورُ النّورسِ عطشَها
في زَبَدٍ يهربُ من يدِها؟
ومتى يُفيقُ النّائمون
من حلمٍ يتهاوى كقلاعِ الرّمل،
ومتى يغلقُ البابُ بوجهِ
الغرباءِ الّذينَ يُصفّقونَ كثيرًا
ليغطّوا صمتَ الفقد؟
أيّها السّائرُ بلا دليل،
أيّها الطّائرُ نحوَ مجهولٍ
تكسوهُ غيومُ الغياب،
إنَّ البحرَ لا يمنحُ أمانًا،
لكنَّه يفتحُ صدرَهُ
لِمَن يجيدُ الإصغاء
لأغنيّةِ التّيه.
أَما ترى الموجَ كيفَ يُنادينا،
ثمَّ يُلقي بنا في مرافئٍ
لا تعرفُ أسماءنا؟
أمَا ترى أنَّ الغيومَ
تخبّئُ أسرارًا
لم تُكتَب في كتابٍ
ولا تُروى في أسطورة؟
نمشي على حافّةِ الصّمت،
نتعثّرُ بظلِّنا،
ونسترقُ من النّجومِ
أسئلةً لا جواب لها.
نُحاورُ الغياب،
فنجدُ في صدى أصواتِنا
بحرًا آخر،
لا يُقاسُ بالمدى
ولا بالخرائط.
أيّها الطّائرُ،
إن عدتَ يومًا،
ستجدُ المرافئَ كما تركتَها،
تُحصي الغائبين،
وتفتحُ أبوابها
لِمَن لم يَعُد.
بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































