برد الشّتاء ذاكرة
الشّتاءُ…
ذاكرةُ الرّوح حين تشتاقُ للدّفءِ في قلبِ البرد.
هو المعطفُ الّذي نرتديه من الحنين،
والنّارُ الّتي نشعلها
في مدافئ الكلام.
في الشّتاء،
لا يعود المطرُ مجرّدَ ماء،
بل يصبح رسالةً
من الغيمِ إلى القلب…
وفي برده،
نغلي الشّايَ كما نغلي القصائد،
نكتمُ الرّجفةَ في أصابعنا،
ونبحثُ عن الأيادي الّتي كانت…
ثمّ غابت.
الشّتاءُ
موسمُ الاعترافِ الصّامت،
حين يبوحُ الصّقيعُ بما أخفاه الصّيف.
وفيه نُصغي
لخشخشةِ الذّكرياتِ
تحت البطّانيّات الثّقيلة،
ونكتبُ الرّسائلَ
التّي لا نُرسلها أبدًا.
الشّتاءُ…
ذاكرةٌ دافئة،
في زمنٍ يتجمّد فيه كلّ شيءٍ
إلّا الأمل.
سعدي عبد الله






































