حوارٌ بين حبِّ المشاعر وحبِّ المال
حبُّ المشاعر:
أهديتُكِ وردي،
سقيتُهُ من دمعِ القصائد،
فأغرقْتِهُ في طينِ الغدرِ،
دهستْهُ عجلةُ حوذيٍّ
لا يعرفُ سوى طريقِ المصلحة.
تبعثرَ عطري
واحتضرَ اللّونُ
على أرصفةِ النّدمِ،
فآمنتُ أنّ وردتي…
كانتْ قردةً تتقمّصُ أنوثةَ الفراشات.
جمعتُ مشاعري
كما تُجمعُ الجواهرُ في مخملِ القلب،
وحين فتحتُ صندوقي أمامكِ…
ضحكتِ:
“ما هذا الخردة؟”
آهٍ…
أيّها الحبُّ،
أنتَ أكلتَ ذاتك،
نسيتَ أنّ المجدَ يحتاجُ لدرهمٍ
كي يشتري لنفسه قبراً يليقُ بالخذلان!
وعدتني أن نرقصَ
حتّى يتثاءبَ الفجر،
فما وجدتُ سوى مساءٍ
يحفرُ قبراً
لزهرَةِ العشقِ الباكر،
ويميتُ جنينَ الحلمِ
في مهده.
حبُّ المال:
وماذا تقولُ؟
وأنتَ لا تملكُ سوى
لونٍ عسليٍّ في العينين،
تبحثُ عن الحبِّ
في حقولٍ لا تثمرُ
إلا وهمًا يا مسكين.
كيف تبني السّعادةَ
وأنتَ خالي الجيوب؟
كيف تعانقُ الحياةَ
ولمالكِ البيتِ مديونٌ
حتّى لأمنياته؟
دعْ نارَك تحترقُ في صمت،
واسقِ الشّجونَ بماءِ العقل،
فحبُّ المالِ اليومَ
هو سيّدُ الألحان،
والمشاعرُ…
كلماتٌ تُباعُ
في مزادِ العشاقِ المفلسين.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق محافظة البصره






































