بقلم الشّاعرة المناضلة الأستاذة
حسناء حفظوني /تونس
مفارقات //
ونحن نراقص الشّمس كلّ صباح
ثمّة’ يوسف’ يكابد وحده ظلمات بئرنا
ثمّة لحم إخوتنا نهشا للكلاب
ونحن نتدثّر الدّفء في الفراش الوثير
ثمّة أطفالنا طعاما للصّقيع
ونحن نغطّ في نومنا العميق العميق
ثمّة رعب يصمّ آذانهم
ثمّة أشلاؤهم تطّاير مع شظايا النّيران
ونحن نعاقر خمرة أحلامنا الورديّة
في دير البلح في النّصيرات في رفح في خان يونس في بيت حانون ….
ثمة تنّور سعير ولا رغيف
ثمّة أطفالنا يصرخون من الجوع
ثمة فلذات أكبادنا يحرقون أحياء
ثمّة أرواحهم تصّاعد إلى علّيين
ثمّة أمّهاتنا يتجرعن كوابيس العويل
ونحن نتبادل أنخاب الحرّيّة الحمراء
بساحات دمشق
ثمّة أولاد حرام باعوا أمّهم
في سوق الدّين ..
ثمّة حفلة ماسونيّة كبرى في الجوار
تقسّم فيها طرطة الوطن الكبير بالقسطاس على أفواه الغاصبين
ونحن نضاجع هزائمنا كلّ ليلة
ونحن نحيا لنموت
ثمّة طفل فلسطينيّ مقاوم
يكذّب موتنا
وثمّة وجه اللّه …






































