بقلم … الدرويش السالك
وحدي…
وهذا الليل نافذةٌ على نفسي،
يقلّبني كصفحةٍ نسيتُ طيّها،
أقرؤني…
فأرتبك.
الصّمتُ ليس فضيلة هنا،
بل قيدٌ
ينامُ على معصمي،
يُوقظني كلّما أوشكتُ أن أرتاح.
أخطو نحو ذاتي
فأتعثّر بي،
وأنا لستُ واحد
بل ظلّان
يقتتلان على نبضي.
ثمّة سؤالٌ،
يُقيم في صدري دون استئذان،
كلّما هممتُ بالإجابات
ارتدّ نحوي
كسهمٍ لم يجد له خصمًا سواي.
أنا الغارقُ في ماء المعنى،
والظّمآن…
إلى يقينٍ لا يعبرني،
أتلمّس الله
في ارتجاف قلبي،
في شهقةٍ أُخفيها
عن مرايا الجسد.
قال لي ذاك النّور
الّذي جاء من مكانٍ لا يُرى:
“سر… لا تخف.”
لكن الخوف عتبةٌ
لم أُجِدْ عبورها بعد.
أنا الهارب من يقينٍ صلب،
إلى شكٍّ يُربّت على ظهري.
وإن سألتني عن الحبّ،
أشرتُ إلى فراغ القلب،
وقلت:
هنا…
كان يوماً مقامه.
تغوّلتُ في الذّات،
فإذا بي أطالعك…
وجه لا يحتمل الدّهشة،
يذوب قبل أن أصل إليه،
كأنّه كان مرآتي،
وأنا من كسره.
بقلم … الدرويش السالك






































