يا أيّها القلبُ، هل ضللتَ طريقَ النّور؟
أم أنكَ تهوى الظلَّ حيث لا نجومَ؟
أخذتكَ الرّيحُ كما يسرقُ اللّيلُ أسرارَهُ،
وتركتني وحدي مع صدى الأحلامِ والعتابْ.
أنا شاعرٌ، أهذي
بما لم يقله النّاس، وبما لم تسمعهِ الأصابعْ،
أكتبُ عن شوقٍ ينزفُ في عروقِ الصّمتِ،
وعن حبٍّ لا يُقاس بالزّمنِ ولا بالوعودْ.
كيف أصدّقُ حروفكَ، وأنتَ الغريبُ؟
كيف أنسى الوعدَ، وأنتَ الطّيفُ الّذي
يرقصُ في دمي كأنه شمسٌ تغيب؟
كيف أتجاوز جرحَ الخيانةِ في أعماقِ قلبٍ
لا يملكُ سوى قيثارةٍ تعزفُ كذبَ العشق؟
نادَتني نملةٌ من بين الدّروب:
“لا تنكسرْ،
دع لأحلامك جناحًا يمضي في الفضاء،
دع لقلبي حكايةً تُكتبُ بالدّموعِ والهواء.”
يا أيها الشّعرُ، كن لحنًا
يُوقظُ أوجاعي، ويُلهبُ نارَ جنوني،
كن موجةً تعانقُ الشّاطئَ،
تُداعبُ روحي كما يُداعبُ النّدى ورقَ الزّهرْ.
أنا شاعرٌ… أرنو إلى عينيكِ،
وأرى بينهما بحرًا لا ينتهي،
أتوقُ لأغرق فيه، وأشتعلُ على شواطئهِ،
حُبًّا، وألمًا، وأملًا لا يموتْ.
بقلم مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































