بقلم الكاتبه : سمر علي
إلى رَجُلِي ،،،
قلبي الّذي طالما أحطتهُ بسياجٍ قدّ من حديدِ وقايةً له ورحمة به من عالم لا يحكمهُ إلّا عنصر المادّة ، أراه قد حطّم سياجهُ مندفعًا إليك كطفلِ لا يتحقّقُ أمانهُ إلّا في التّشبّك بإصبع أمّهِ ، وكيف قد أصبح عاقّاً لعقلٍ قد روّضهُ من الرّعاع، لطالما كان لا تلفتهُ نظرةٌ ، ولا تستهويهُ كلمة ، ولا يسوقهُ تحنُّن …
ما باله يتصّرفُ كما لو أنّه ضالٌ قد نال هويتهُ فهُديَ للإيناس!
كسجين خلف جدران الخوف إلى طيرٍ لا تسع أجنحته السّماء !
كمريض لم تشفِه عقاقير إنّما شفته دعوة في جوف اللّيل !
أرى بوضوح أثر خطواتك المقّدسة بأرضهِ القاحلة الّتي لم يطأها غيرك فازهرت وأينعت كما لو أنّها غيث هطل فأحيا ما قد دُفن تحت أضرحة الخوف …
خرابًا لتزيله نالت شظاياه يداك فتخضبت وتخضب معها قلبي بحبّك ، يراك فلا يرى معك أحد، قد أصبح يرى العالم بعينيك يسعده ما يسعدك ويؤذيه ما يؤذيك، يدفعه حبّه لك بتظليلك تحت جناحه فلا تطالك نائبه ولا تؤذيك نسمه ، يسكن في حضرتك كما لو أنّه زاهدٌ وأنت صومعتهُ …
أقصى ما يتمنّاه بيت أنت فيه مجموعان ببركات الله ورضوانه ، أكن محيطك الهاديء الآمن وتظل سندي مهما تبدلت الأحوال والظروف، يحفنا أولادنا كما الإكليل وقد تعهدنا سابقاً أن نربيهم على طاعة الله ورسوله وأن نجود عليهم بالحبّ والإحتواء والتّقويم ما حيينا …
عدني ألّا تنطفئ تلك النّظره الّتي تحمل لي سلام الأرض في يدي وقلبي ، عدني أن أبقى طفلتك المدلّلة مهما كثُرَ أطفالك ،عدني ألّا تسمح بأن ترى في عيني دمعه ولا قلبي وخزه ولا روحي أنّْه ، عدني أن تنصرني على دنيا لطالما أرّقني المكوث فيها ،عدني ألا يضطر قلبي للعودة إلى ضريحه وألا تخزي إندفاعه نحوك بكلّيّته دون ترك شيء لنفسه، عدني أن نظلّ معاً أبد الدّهر ما حيينا آملين أيضاً أن يجمعنا الله في جنانه حينما تفارق أرواحنا الأجساد..
بقلم الكاتبه : سمر علي






































