“منفيّ في اسمي”
تختصرُني
كما تختصرُ الغيماتُ المطر
تسكبُني في قارورةِ عطرٍ
لا تبيعها للعابرين
وتغلقُ عليَّ بصمغِ الحنين …
تُلقي ياسمينَها في عنقي
كسلسلةِ أسرٍ ناعم
وتُخفي المفاتيحَ
في أدراجِ التّاريخ …
يا امرأةً تحترفُ الفتنةَ
بالحبرِ والمآذن
كيفَ علّمتِ الزّمانَ
أن يقفَ على رؤوسِ أصابعِه
إذا مررتِ؟
وكيفَ جعلتِ الذّاكرةَ
تنامُ على كتفِ القصيدة؟
دمشقُ…
لا تُشبهُ المدن
هي أنثى تربّي
في رحمِها الفصول
وتلدُنا غرباءَ في خرائطنا
فيها يصيرُ الحزنُ
وطناً مؤقتاً
والأملُ إشاعةً
تتناقلها الأرصفةُ القديمة …
أقسمُ أنّني لم أُغادرْكِ
بل خرجتُ من نافذتكِ
باحثاً عنكِ
كما يخرجُ الليلُ
باحثاً عن نجمة
وما وجدتُ إلّا أنا…
مُنفيّاً في اسمي …
جان كبك _____________






































