( هويّة ضائعة )
سَرَتْ بيَ الأيّامُ في تيهِ الأسى
وأمّتِي في حالِها تُبكيني
تَهاوَتِ القِيمُ الجميلةُ وانطفَتْ
وغدا انحدارُ الأمّةِ المُضني دُهوني
أسبابُها جَليَّةٌ كشُعاعِ ضُحى
تُروى كألمِ الوجدِ في التّكوينِ
هُوِيَّتِي ضاعتْ ونفسي أُثقِلتْ
بِحُبِّ ذاتٍ خادعٍ مفتونِ
واختلَّ ميزانُ الرّجالِ وأصبَحَتْ
حُرّيّةٌ تُعلي لغيرِ الشّانِ
والمنبرُ العالي يُنادينا سُدًى
أنْ عودوا للإيمانِ والقرآنِ
بالمودَّةِ البيضاءِ نَرْقَى إخوةً
وبالرّحمةِ السّمحاءِ لا بهَوَانِ
لكنْ نسينا النُّصْحَ، ضاعتْ عِزّةٌ
وغدا التّسامحُ مَوضعَ النُّكرانِ
وغَدَتْ غَيرةُ الأعراضِ عاريةً
وتمرّدتْ نَفسٌ على الحِصْنانِ
والتّقوى باتَتْ في الجُنونِ شموخَها
لكنّها فُقِدَتْ مع العُميانِ
ما الحبُّ إلّا أنْ يكونَ كتابُنا
نهجَ الحياةِ ونورَ كلِّ زمانِ
أنْ نُمسكَ السُّنَّةَ الّتي أوحى بها
مَن كانَ للنّاسِ الرّسولَ الأمانِ
هُوِيَّتُك : عَبدٌ لربٍّ خالقٍ
بالحبِّ، بالأُخوَّةِ، بالإحسانِ
لكنْ، ويا أَسَفَ الشَّـبابِ، أصابَنا
داء الخُذلانِ وفتكَت بنا أحزان
بقلم سامية البابا
فلسطين






































