** عَزفٌ عَلى أوتَارِ اللّيْلِ **
اللّيْلُ.. رَفِيقُ الحَزَانَى ..
حِينَ يُبَرّحُ الشّوْقُ بِغُربَتِهِمْ..
يُرَبّتُ عَلى وَجَعٍ تَضِجُّ بِهِ أعماقُهمْ
يَمْلَأ شُغُورَ الوَسَائِدِ الخَالِيةِ
للذينَ يَتَوسَّدُونَ
مَع أحلامِ الحَرِيرِ وِحْدَتَهُمْ…
اللّيْلُ.. أنِيسُ العَاشِقِينَ ..
يُهدهِدُ أنَّةً تُقِضُّ صَبَابَتَهم
يَأتِيهِم بالصُّوَرِ القَدِيمَةِ
مِن أدراجِ الحَنِينِ ..
يُلملِمُ ذاكِرَةً مُبعثَرَةَ الأيّامِ
تَكسّرَتْ عَلى جِدارِ خَيبَتِهِم
اللّيْلُ.. صَفِيُّ السّاهِرِينَ ..
على وَجهِهِ يَنفُثُونَ وِحشَتَهُم
يَسكُبُ الأمَلَ مُعتَّقًا
فِي وَجَعِ أعوَامِهِم ..
يُخْمِدُ نَارًا تَلظّى
في مِجمَارِ مُهجَتِهِم ..
اللّيْلُ.. دِثَارُ الشّعَراءِ ..
يُدبِّجُ الدِّفْءَ لِصَقِيعِ هَجْعَتِهِم
يَسقِيهِمْ سُلَافَةَ الحَرْفِ العَنِيدِ
يَفتَحُ لَهُمْ بَابَ العَرشِ الوَصِيدِ
يَخِرُّونَ في مِحرَابِهِ سَاجِدِينَ
على رِيشِ الرُّؤَى ..
إلى حِين تَفُكُّ القَصائِدُ
أسْرَهُم فِي أسِرَّتِهِمْ ..
كوثر بلعابي
( من ديوان : سَفر… على نار باردة )






































