بقلم … مؤيد نجم حنون طاهر
أَيُّهَا الآتِي مِنْ بُعْدِ الحُلُمِ …
أيُّهَا الآتِي مِنْ بُعْدِ الحُلُمِ،
تَتْرُكُنِي أَنْزِفُ ضَوْءًا
فِي مَمَرَّاتِ لَيْلٍ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ لَيْلٍ،
أُرَاقِبُ خُطَاكَ
تُشْعِلُ جُرُوحَ الأَرْضِ بِأَصَابِعِ الرِّيحِ.
كَيفَ لِهَذِهِ النُّجُومِ أَنْ تَبْقَى صَامِتَةً،
وَأَنْتَ تَسْكُنُ حُلْمَهَا؟
كَيْفَ لِلْقَلْبِ أَنْ يُدَاوِي تَصَدُّعَهُ،
وَصَدَاكَ يَكْتُبُ فِي أَغْنِيَاتِ الدَّمِ؟
أَغَارُ مِنْ شُرُودِكَ..
مِنْ جِدَارٍ لَمَسَ ظِلَّكَ،
مِنْ هَوَاءٍ مَرَّ قُرْبَ رِئَتَيْكَ،
أَغَارُ حَتَّى مِنْ النَّارِ الَّتِي تَجْلِسُ فِي أَعْمَاقِكَ..
فَتُذِيبُنِي!
لَمْ أَعُدْ أَفْهَمُ مَكَانِي،
أَنَا شَظِيَّةُ قَمَرٍ
تَتَدَحْرَجُ فِي أَرْوِقَةِ صَمْتِكَ،
أَتَعَلَّقُ بِحُلْمٍ يَفُوقُ النَّوْمَ،
وَبِوَجْهٍ يَفُوقُ الشَّمْسَ حِينَ تَخْشَى الغُرُوبَ.
قُلْ لِي،
أَيَكْفِيكَ أَنَّكَ حَوَّلْتَنِي إِلَى صَرْخَةٍ بِلَا فَمٍ،
وَرَقَصْتَ فِي دَمِي كَبَرْقٍ
لَا يَجِدُ سَمَاءً يَسْتَقِرُّ فِيهَا؟
هَلْ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ النِّهَايَةَ،
أَمِ ابْتِدَاءً لِكَوْنٍ جَدِيدٍ،
أَكْتُبُهُ أَنَا مِنْ حُطَامِ نَفْسِي
وَأَنْتَ الآخِرُ الأَوَّلُ؟
بقلم … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































