هناك حيث صوتُ أبي
_
كنتُ هنا، وهناك،
أسكنُ الأرض والقمر،
الطّينَ والماء
وأرواح الجدّات المفتوحة،
تنسج لي طريقاً إلى الله
على شرفاتِ المساء…،
هناك، حيثُ صوت أبي
يسكنُ جدرانَ البيت،
ويشتّد الحنين،
كان المساء يُشبه دفء حضنِ أمّي
لأراها في ظلّ الشّجرة،
في ضوءِ المصباح
في سنابل القَمح،
هُناك، حيثُ صوت أبي
حيثُ الحياة كلّما مددتُ يدي،
فلم أجد سوى حضنه،لكفّه تمسحُ تعبي،
هُناك، حيثُ صوتُ أبي
يأتي من عُمقِ الصّمتِ،
وأمّي المنشغلة بتقشير الوقت
على مسبحةِ أناملها،
العمرُ خريفٌ يتوعّد للزهور بالذّبول،
والمواسمُ بلا فصول،
ذكرياتٌ تزيّن مائدة العشاء
تلتفّ حولهُما بشهيّة جائعة،
كقُبلة الفجر السّاخنة
وعناق صباحيّ الولادة،
يحرسهُما خوفاً من الوحدة…
البيتُ وطن
الحنينُ حطّاب،
والوقتُ نهر دافق…
يسأل مجراه عن الطّريق
و يترك خلفه كأسا فارغة ،
و قبلة ..
تبحثُ في الغياب
عن هويّة و فمٍ.
ثورية الكور






































