“تراتيلٌ على جسدِ دمشق”
آهٍ يا دمشق
كم يلزمكِ من ليلٍ
كي يُغتسل وجهكِ بالحلم؟
وكم من نبيٍّ مكسورٍ
ليحمل عنكِ خطايا الطّامعين
بثوبكِ العتيق؟
أعرفكِ
أنثى من رمادِ الأنبياء
يتكاثر في رحمكِ الشّوقُ والسّكّين
و سجادةٌ يركعُ عليها الزّمان
آه يا دمشق
يا قدسَ الهوى
يا قُبلةَ العشقِ وأيقونةَ البداياتْ
لماذا يُعتصرُ من صدركِ
حليبُ القصصِ الأولى
ثم يُلقى جسدُكِ
نهباً لخطى الغرباءِ…
كأنّكِ لم تكوني
أوّل امرأةٍ تنامُ
في حلم الملائكة؟
قيدوا الرّيحَ في ظهركِ
وقالوا إنّكِ وُلدتِ بلا أجنحة
كمّموا صراخكِ بالحريق
ثمّ تساءلوا: لماذا لا تُغنّين؟
سلخوا جلدكِ
وكتبوا عليهِ دستوراً للعتمة.
يا دمشق
كنتِ القصيدةَ قبل أن يُخلقَ الحرف
فمن أباحَ للجهلِ
أن يختارَ لونَ دمكِ؟
من أعطى الضّجرَ مفاتيحَ بيتكِ؟
رأيتكِ
تغتسلينَ في نهرٍ من النّبوءات
وتُخفينَ الجرحَ تحتَ العباءة
كأنّكِ تعرفين أنّ الطُّهر لا يُباع
وأن من يدخلُكِ بلا صلاة
يخرجُ متخومًا باللعنة.
يا دمشق
يخافونَ ضوءكِ
فيغرقونكِ بالعتمة
يكتبونكِ في كتبهم
كعاهرةٍ تاريخيّة
ويخشون أن تقومي
من تحتِ الرّكام
فتشهدينَ عليهم جميعًا.
آهٍ يا دمشق…
كم يلزمكِ من موتٍ
كي تولدي كما يليقُ بكِ؟
كم من قذارةٍ أخرى
قبل أن يتذكّر التّاريخُ
أنّكِ كنتِ أوّل من علّمتهُ الطّهارة؟
جان كبك _____________






































