لماذا تُحارَبُ حُروفُ النُّورِ ؟
الدكتور عبدالكريم الحلو
::::::::::::::::::::::::::::::::
لِماذا تُحارَبُ حُروفُ النُّورِ؟
أَلِأَنَّها تُعَرِّي الظَّلامَ مِن قِناعِهِ؟
أَلِأَنَّها تُفَجِّرُ الصَّمتَ في وَجهِ الزَّيفِ؟
أَلِأَنَّها تُوقِظُ النّائِمينَ على وَسائِدِ الأَوهامِ؟
أَم لأَنَّ النُّورَ وَجَعٌ في عُيونِ العُميانِ؟
النُّورُ لا يُحارَبُ لِأَنَّهُ ضَعيفٌ
بَل لِأَنَّهُ صادِقٌ…
وأَكثَرُ ما يَخشاهُ الزَّيفُ
هُوَ صِدقُ النُّورِ.
دَعهُم…
فَكُلُّ مَن حارَبَ الضِّياءَ
عادَ مُحترِقًا بِبَقايا ظُلمَتِهِ
لماذا تُحارَبُ حُروفُ النُّورِ ؟ :
* في كل مجتمع يسعى للنهوض، تظهر فئة قليلة تحاول كسر الأصنام وهدم الهياكل المزيفة التي أقامها المنتفعون والمتسلقون على حساب القيم والضَّمير.
* النَّقد الحقيقي ليس ترفًا فكريًا، بل هو مسؤولية أخلاقية لا يتحملها إلا من آمن بأنَّ الأدب والثَّقافة رسالة، لا وظيفة ولا دكانًا للتجارة.
* ولأنَّ المصلحة والرَّداءة صنوان، فإن أي محاولة لتعرية هذا التَّواطؤ تُقابل دائمًا بحملات منظمة من أهل المصالح، الَّذين يرون في النَّاقد خطرًا مباشرًا على امتيازاتهم، فيتحالفون ضده بكل ما أوتوا من أدوات التَّشويه والكذب والإقصاء.
لماذا نصنع أعداءً؟
* لأننا ببساطة نحمل مرآة في وجه القبح، والَّذين اعتادوا على العيش في الظَّلام لا يريدون أن يراهم أحد.
* المنتفع لا يخشى النَّقد لأنه ضعيف، بل لأنه مكشوف؛ وسلاحه الوحيد هو التَّشويه والهجوم الشَّخصي، لا الرَّد بالحجة ولا النِّقاش بالفكر.
* إن أزمة الوسط الأدبي ليست في قلة المواهب، بل في كثرة الطُّبول والمصفقين للفراغ.
* وعندما يتحرك صوت نقدي حر، يصبح مثل حجر ضخم يُلقى في ماء آسنة؛ يقضّ مضاجع السَّاكنين فوق سطح الوحل.
* وهنا لا بد أن نستذكر مقولة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام:
“لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه”
* فطريق الإصلاح دائمًا موحش في بداياته، لكنَّه وحده الطَّريق الذي يُثمر ويصنع الفرق، ولو بعد حين.
ما العمل؟
* الاستمرار ثم الاستمرار ثم الاستمرار
نعم، الاستمرار حتَّى الرَّمق الأخير وحده هو الرَّد الحقيقي.
* لا بالتَّراجع ولا بالمجاملات.
* لأنَّ التَّراجع يعني موت المشروع الإصلاحي، والمجاملة تعني أن نتحول إلى جزء من المشكلة لا الحلّ.
* كل من قرر أن يكون صوتًا للمبادئ لا بد أن يدفع الثَّمن،
* لكن التَّاريخ لا يتذكر سوى من قالوا الحقيقة،
* مهما علت صيحات المزيفين حولهم.
* وفي النِّهاية — كما تعلّمنا من الكبار — “لن يُضير الحقيقة أن يُحاربها المزيفون، بل يزيدها ذلك رسوخًا وسطوعًا”.
ولأننا اخترنا طريق الحقّ و الصِّدق،
فلن نحيد عنه مهما كان الثَّمن.
وأنتم المضغوطين من حروف النُّور في وجه عتمتكم وقبحكم ، أكتبوا حرفًا واحدًا مهذبًا مؤدبًا يكون نورًا للبشرية .
الدكتور عبدالكريم الحلو






































