يا عبدُ منْ وفَّى ؟!
____________
أنا… نُطْفَةْ !!!
أنا منْ كنتَ أو من كانْ
قُبَيلَ الأسْمِ و العنوانْ
أنا خلْقٌ عجيبٌ صاغهُ الرّحمنْ
و ما آتٍ منَ الصُّدْفةْ !!
أنا… نُطْفَةْ !!!
و خلْطُ الطِّينِ و الأمطارِ
مدفونٌ بخيطِ الشَّمسِ
و الأقمارِ و الأَقدارِ
منصَهِرٌ بفُلكِ الكونِ
هلْ يحتاجُ هذا الجُرْمُ للوقفةْ !!
أنا… نُطْفَةْ !!!
أنا… نُطْفَةْ !!!
أبي أمّي عيونُ اللهِ في رسمي
و ما كتبوا على دمِّي فُلانٌ أنّهُ عمّي
شرايِينِي و تكوِيني بجيْناتٍ بلا علمي
و ما وقّعتُ من عقدٍ و لا أسْميتُهُ اسمي
بمتعةِ لحظةٍ كنّا مِنَ الدّفقةْ !!
أنا… نُطْفَةْ !!!
أنا شيءٌ أنا لاشيءْ
أنا وجهٌ منَ الأَشْياءْ
أنا ذاتٌ منَ الأهواءْ
أنا سيلٌ مِنَ الأخطاءْ
أنا ظلٌّ لحرف الرّاءْ
رأيتُ النّورَ إذ حلفا
رأيتُ النورَ قد حلفا !!
أنا… نُطْفَةْ !!!
أنا لُغةٌ بطعمِ الآسْ
و ضوعٌ يَخطفُ الأنفاسْ
زغاريدٌ … مدى الأعراسْ
أنا ناسٌ و كلُّ النّاسْ
فما كُنّا و كانَ الخلقُ
مِنْ وصْفةْ !!
أنا… نُطْفَةْ !!!
منَ الأمواتِ منشانا
نُغادرُ بيتَ موتانا لدُنيانا
منَ الذَّراتِ و الآياتِ نلقانا
بنهرٍ ما لهُ ضفَّةْ
بأمرٍ من رقيبِ الكونِ
يُرسِلُنا مع الحُرَّاسِ في سرٍّ أحاديٍّ
إلى أرضٍ كما الأغراسِ
يزرعُنا بأيكٍ باذخِ العفَّةْ !!
أنا…نُطْفَةْ !!!
تلَفَّتْ أيُّها الآتيْ إلى أصلكْ
إلى خفضكْ …. إلى رفعكِ
و كيفَ بدأتَ منْ نفخَةْ
و منْ دميةْ
إلى خفقٍ إلى رجفةْ
وكيفْ تعودُ في رفَّةْ !!
*****
أنا… نُطْفَةْ !!!
نُواتُكَ أيُّها العَجبُ
لها سبَبُ
و أحداثٌ و آمالٌ فمن يَهَبُ
جمالَ الكونِ و الرّأفةْ ؟!
و أخلاقاً و جيناتٍ
بأمرِ الأمرِ تُجتذبُ
و إنْ فسدتْ
تكونَ الوقفةُ الوقفةْ !!
*****
أنا…نُطْفَةْ !!!
عجيبٌ أنَّكَ الضّدانِ
و الطُّغيانُ و الإحسانُ
و البهتانُ و الإيمانُ
و الأنْقَاضُ و العمرانُ و الغفرانُ
و الشَّيطانُ و الإنسانُ و الحِرْفَةْ !!
أنا…نُطْفَةْ !!!
فما الصّدفةْ !!!
******
الشاعر الطبيب محمد سعيد العتيقُ






































