بقلم … للاإيمان الشباني
العيد …
العيد في جوهره فرحة روحيّة، ومناسبة للصلة والرّحمة، وليس مجرّد مظهر للاستهلاك أو التّفاخر. في زمن الأزمات وارتفاع المعيشة، بات من الضّروري أن نعيد ترتيب أولويّاتنا الأخلاقيّة، لا سيما في مثل هذه المناسبات.
ليس من أخلاق العيد أن يُشعل البعض نار الشّواء أمام من لا يملك حتّى ثمن الخبز. وليس من الفرح أن تتحوّل رائحة اللحم في الأزقّة إلى طعنٍ غير مباشر في كرامة من ضاقت بهم سبل العيش. الفرح الحقيقي لا يكون حين نأكل، بل حين نُشعر أنَّ الآخر غير منسي، أنّه أخٌ في الضّيق قبل الفرج.
الملك محمد السّادس، حفظه الله، كان حكيماً حين راعى حال المواطن، وأخذ بعين الاعتبار ما يمرّ به النّاس من ضيق. قراره لم يكن مجرّد توجيه، بل رسالة واضحة: لا إحراج لمن لم يستطع، ولا بخنق في زمن الاختناق. فالملك ليس فقط حاكمًا بل إنسانٌ يشعر بنبض شعبه، ويؤمن أن كرامة المواطن لا تُقاس بعدد الأضاحي، بل بصفاء العيش المشترك واحترام المشاعر.
من يملك اللحم فليحمد الله، لكن لا حاجة ليُشهره في وجه من حُرم منه، ومن لا يملكه. فليعلم أنّ العيد ليس حكرًا على الطّعام، بل هو مشاركة قلبيّة، تسامُح، ودعاء بالفرج.
العيد يُعلّمُنا أن نكون بشرًا لا مستهلكين، متواضعين لا متباهين، رحماء لا قساة. ومن مظاهر الرّقيّ الأخلاقي أن نُراعي القريبين منّا، فلا نُحرجهم عن غيرِ قصد، أو نكسر بخاطرهم،وإن كانتِ النوّايا طيّبة ظاهريًّا ومؤذية في العمق.
فليكن هذا العام مناسبة لتجديد القيم، فلا نغفل عنها.
لنعش بهدوء،
ولنتقاسم القليل، فإن في القلوب المتواصلة ما هو أعظم من كلّ الموائد العامرة
بقلم … للاإيمان الشباني







































Discussion about this post