حِينَ تَلْمَحُ وجهَكَ مُبتَسِمًا فِي زُجاجِ القِطارِ
وأنتُ تُفكِّرُ فِي البيتِ
كيفَ يُمرِّنُ أبوابَه
أنْ تردَّ علَى طرْقِكَ اليومَ مازِحةً بالسَّلامْ
فِي نوافِذِهِ
حِينَ تقْرِي خيالَكَ أنْ يشربَ اللَّيلَ حتَّى الصَّباحِ
ويقرأ في شَغَفِ الرِّيحِ أقصوصة
عَنْ عَواصِف مَا جَرحَتْ كِبرياءَ الحَمامْ
فِي سعادَةِ بيتِكَ
حين تُرتِّبُ أمُّكَ أشياءَهُ اليومَ
تَنفضُ عَنْ ذِكرياتِ الأسرَّةِ وحشتَهَا بغناءِ فَريحٍ
وتَسمَحُ للشَّمسِ أنْ تتَكسَّرَ في المزهريَّةِ
وهْيَ تُبلِّغُها بِتحايَا الغَمامْ
فِي أبيكَ يُسَابِقُ حِكْمَتَهُ
كَيْ يَعيشَ لأبنائِهِ ألفَ عَامٍ وعَامٍ وعَامْ
فِي ظهِيرةِ جُمْعتِنا
وهْيَ تُرفو ظِلالَ الأخوَّةِ فِي ظلِّ مائدَة
وهْيْ تربطُ ضحكاتِنا فِي صدَى عامرٍ
وهيْ تَرقُبُ غَيظَ الكآبَةِ مِنْ ألْفَةٍ في المُقَامْ
فِي فَتَاتِكَ تائِهةً فِي فَيافِي الشُّرودِ
تُسامِرُ مقعدَكَ المترنِّحَ في وحْشةِ اللَّيلِ
وهْي تُهدْهِدُ أغْنِيةً للظَّلامْ
فِي بِلادِك
حِينَ تُناديكَ باسمِكَ سائِلةً “كَيفَ حالُكَ”
وَهْيَ تخيطُ قَميصَ الكلامْ
حِينَ تُوقِظُكَ الصَّافِراتُ التِي تُذْبِلُ الحُلْمَ
سَوفَ تَعي
أنَّ رأسكَ قُنبَلةٌ تتفجَّرُ صامِتةً في ضَجيجِ الزّحامْ
كان لا بدَّ مِنْ عاصفٍ كَيْ تفكِّرَ فِي ملجأٍ غَير هذِي الخِيامْ
هكذَا تعبرُ الطّرقاتِ بخَطوٍ عَريضٍ وحِسٍّ غُلامْ
كان لا بدَّ أن تستريحَ مِن الدَّربِ
فانظُرْ وراءَك لا بأسَ
لكِنْ إذَا حانَ صَحْوُكَ كُنْ حازِمًا..
اطْرُقِ البابَ في هدأةٍ
واكْتُبِ اسْمَكَ في حائِطِ الدَّرْبِ
ثمَّ التَفِت للأمامِ
وقُلْ للطَّريقِ:
قِيامْ!
.
محمد طايل
مصر







































Discussion about this post