صَباحٌ لَذيذٌ 

صَباحٌ لَذيذٌ

شَعَرْتُ بِراحَةٍ كَبِيرَةٍ

وَأَنا أَسْمَعُ بائِعَ الْخُرْدَةِ

وَهُوَ يُنادِي فِي الشّارِعِ

( بَالِي لِلْبِيعْ )

اَلنَّجّارُ الَّذِي يَدُقُّ مَسامِيرَ الْحَياةِ الْيَوْمِيَّةِ

رَائِحَةُ صَباحٍ جديد

عَرَقٌ جَديدٌ لِرَتْقِ الْمَشاوِيرِ

لِلطّريقِ…لِلطّعاريقِ … لِلْبِطالَةِ… لِلْخَوْفِ… لِلْألَمِ …

بِحِذاءٍ مَثْقوبٍ فِي الطَّريقِ لِلْمَدْرَسَةِ

اِمْرَأَةٌ تَتَعارَكُ عَلى كُرْسِيٍّ فِي الْباصِ

رَجُلٌ يُشاهِدُ وَلَا يُحَرِّكُ ساكِناً

هُناكَ فُرْصَةٌ لِلْحَياةِ مَعَ كُلِّ صَباحٍ

لِتَرْتِيبِ الْأشْياءِ

اَلْوَقْتُ اِبْتَلَعَهُ الطَّريقُ

نَحْنُ الَّذينَ أَثْقَلَتْهُمْ دُروبُ الْحَياةِ

تَحَمَّلْنَا تَعَبَ الْمَسافاتِ

ِكَعَصافِيرَ بِأَجْنِحَةٍ مَكْسورَةٍ

بِحاجَةٍ لِحَياةٍ أُخْرَى

تَفُوحُ مِنْها رَائِحَةُ الْحَياةِ

لَمْ أُخْبِرْكُمْ بِكُلِّ الْأَشْياءِ

فَكَّرْتُ بِأَنْ آخُذَ اِسْتِراحَةً

لِأُكْسِرَ هَذا الْمَلَلَ

أَتَوَجَّهُ لِمَكانٍ آخَرَ

أُحاوِلُ أَنْ أَهْرُبَ قَليلاً

هُناكَ فَرَحٌ كَاذِبٌ

سَقَطَ مِنْ اِمْرَأَةٍ ذَاتِ كَعْبٍ

سَقَطَ كَطِفْلٍ يَتَعَلَّمُ الْحَبْوَ

يَقِفُ يَتَعَثَّرُ وَيَتَعَثَّرُ لِيَسْقُطَ

هَكَذا نَحْنُ كاذِبُونَ

نَلْتَهِمُ حَقيقَتَنا كَطَريدَةٍ

ثَمَّةَ حَقائِقٌ لَا تَحْتاجُ

كَيْ نَحْمِلَها فِي جُيوبِنا الْمَثْقوبَةِ

فَالْحَياةُ لُعْبَتُنا الْمَكْشوفَةِ

فِي حَدائِقِ النَّهارِ

اَلَّليْلُ يَطُلُّ عَلى صَباحٍ جَديدٍ

بَائِعُ الْحَليبِ يَدورُ بَيْنَ أَزِقَّةِ الْحَيِّ

يُراقِبُ الْقِطَطَ

بَيْنَما يَنْسَكِبُ الْحَليبُ عَلى الطَّريقِ

اَلدُّروبُ فارِغَةٌ

هُناكَ غُيومٌ تَحومُ

سَائِقُ شَاحِنَةٍ يَمُرُّ

سكران يتبوّل في آخر الزّقاق

وَيَصْرُخُ

أَيْنَ أَنْتِ .. (يَالْحْبيبَة )

الحياة لعبتنا المكشوفة في حدائق النّهر

ثورية الكور / المغرب