الشاعر يبحث عن نفسه داخل عمق الأشياء العابرة في حياته
حوار القلب مع الشاعر علي خليل علي
بقلم ناديا يوسف
وتبقى الكلمات و العبارات أو ما يطلق عليها بنات الفكر هي الأجمل في حياة الشعراء لأنهم يعبرون فيها عن كل ما يجول في أنفسهم وأنفس الآخرين وبقدر ما تكون صادقة تصل الرسالة منها المرجوّة منها
بهذه الكلمات كان حديث القلب مع الشاعر علي خليل علي ابن البيئة الجبلية ذات الطبيعة الساحرة جاءت الكلمة القوية والسلسة مع أن دراسته الهندسة الزراعية و هي بعيدة كل البعد عن الأدب إلا أنه تفرّد في هذا المجال بأسلوب يختلف عن الآخرين باختياراته لتطرب الأذن بموسيقا ناعمة تجعلنا نعيش القصة وكأنها حدثت معنا نحن>
_متى بـدأت تـكتـب الشعر وماهي أول قصيـدة لـك ..؟
-بدأت كتابة الشعر منذ المرحلة الإعدادية والثانوية من خلال العمل مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة التي تتبنى المواهب الشابة وحيث كنا نشارك في النشاطات الفنية والغنائية ونتعاون مع رفاقنا في التأليف والغناء والتمثيل والإخراج وأكثر ما كنا نستمتع به هو الشعر المغنّى (الزجل) لذلك كتبنا اسكتشات غنائية متعددة ومسرحيات غنائية موجهة في حينها
_هل يجد الشاعر صعوبة في كتابة أولى أبيات القصيدة أم ختام القصيدة وإيجاد القافلة المناسبة لها ؟
أما عن الصعوبة أو الأكثر سهولة في القصيدة أولها أو نهايتها فالقصيدة عبارة عن فكرة تحوي قصة معينة مكتملة العناصر بالجمال والإحساس والصور كفلم سينمائي تخطر في خيال الشاعر بلحظة معينها فيسكبها دفعة واحدة متسلسلة على الورق قبل أن ينتهي عرضها في خياله وفكره
_ما تأثير الأنثى في حياتك الشعرية؟ وهل كل ما تكتبه عنها هي من الواقع أو من مكنونات خيالك ؟؟؟
_ الأنثى هي القصيدة الأجمل وهي كل شيء جميل كالعطر وعلى اعتبار أن الأنثى هي أساس ومحور الحياة ونبع السعادة لبني البشر لا بد أن تكون هي القصيدة الأجمل عند الجميع وهناك أنثى من خيال يحولها الشاعر إلى أنثى حقيقية في مرآة فكره ليصوغ بها جمال الشعر أو تكون أنثى حقيقية يجعلها الشاعر خيالاً ويضيف عليها جماليات عشقه لتبدو مرصعة بالعبير
– ما رأيك بانتشار ظاهرة الاسم المستعار للأدباء بشكل عام خاصة أن الكثير من الشباب يضعون أسماء غير أسمائهم الحقيقية ؟؟؟
– الاسم المستعار للشاعر إما أن يكون لقباً أطلقه عليه جمهوره المحب ومجتمعه الذي يعشق ويكون الشاعر على قدر من المسؤولية حتى يحافظ عليه ويرتقي بعطائه ليؤدي أمانته ورسالته لجمهوره الذي منحه هذا اللقب ويثبت لنفسه و للآخرين أنه يستحق لقب شاعر أو أن يمنح الشاعر نفسه إسماً مستعاراً للتخفي أو ربما الغرور الذي يصيب البعض منهم وهذه تكون نهاية الشاعر ومن الممكن أن تكون أسباب أخرى لكن يبقى الاسم الحقيقي للإنسان كبر من كل لقب ويستطيع أن يحقق الانتشار ويؤدي رسالته باسمه الشخصي في حال كان يملك موهبة متميزة يعبر من خلالها إلى قلوب الناس .عموماً إن كان اسماً حقيقياً أو مستعاراً المهم أن يؤدي الشاعر رسالته بأمانة ونتاجه الأدبي والثقافي يبقى شاهداً عليه
_من المعروف عنك عشقك للشعر المحكي أو كما يقال عنه الزجل أخبرنا كيف يجد الشاعر علي خليل نفسه في هذا النوع ؟
_كما ذكرنا الشعر موهبة أولاً ثم متابعة واهتمام ولا تنضج الموهبة إلا بالخبرة المتواصلة على المنابر وعلى الورق وبالحوار الثقافي الفعال والهادف بين المثقفين فكل يوم يوجد هناك جديد ونتعلم منه ونرتقي وبالنسبة لي شخصياً أتعلم من الجميع و أعطي من يرغب الشعر المحكي أو الزجل أصبح صديقي الخاص ورفيقي الدائم يومياً وباذن الله سأكون مخلصاً وفياً لرفيقي و صديقي
(( شالك ع شط الريح ناسي مركبو
فيه النوارس ع كفوفي يلعبو
ردّي طرف منديل ليلك و اسهري
لا تتركي مجاديف قلبك يتعبو ))
_ هل يحتاج الشاعر إلى التنوع في قصائده ؟
_من حيث محاكاة طبقة , بسيطة , ومتوسطة , ونخبوية لكي يتم انتشاره أكثر في الساحة الشعرية , وإيصال قصائده إلى أكبر قدر ممكن من الناس أما بالنسبة لعلاقة الشاعر مع الجمهور
الشاعر يجب أن يمتلك ثقافة المجتمع ويكون حاضراً بين جمهوره والتنوع حالة ضرورية في كل أنواع الكتابة
أما القصيدة فلا تصبح قصيدة شعرية الا اذا وصلت الى قلب ووجدان الجمهور المتلقي وهذه مهمة الشاعر في اختيار القصيدة المناسبة حسب ثقافة الجمهور المتلقي وثقافته الحياتية
وحدث أكثر من مرة أن ندعى إلى نشاط شعري ونحضر مجموعة قصائد متنوعة ونتفاجأ بنوعية الجمهور فنقوم عندها باختيار قصائد شعرية تناسب العمر والثقافة والعادات والتقاليد وكل الظروف المناسبة لوصول وفهم القصيدة خاصة عند جيل الشباب
ولكل مجتمع ثقافته يجب على الشاعر من نظرة واحدة للجمهور يقرر اختيار ماذا يقرأ والا يصبح معرضا للتجاهل من قبل جمهوره
فمن لم يدخل قلب ووجدان جمهوره من اول كلمة يقولها لن يدخل بعدها مهما كان قويا
- كلمة ختامية لمحبي الشعر
في الختام
كل إنسان شاعر بالفكرة لكن قلة منهم من يحسن التعبير عن شاعريته ويمتلك لغة الثقافة والإبداع
وأرى في هذا الزمن أن الجميع يكتب و يرى في نفسه شاعراً وكم من الدوواوين الشعرية المطبوعة رسميا وكم من الشعراء الذين يعتلون المنابر بوسائل وطرق مختلفة بعيدة عن الثقافة
الأدب باختصار هو إحساس وكلمة :
((لبسو عباة الليل
وتشملو بوادي
لحقو صهيل الخيل
عالعين ورّادي
رد الصدى من ميل
ومن ميل حصّادي
ريحة صبايا وهيل
و جفوت صيادي))
……… علي خليل
Discussion about this post