“عايلة عشر نجوم”.. كوميديا تنساب كالشّفق، وتُضيء الأفكار كالبرق!
بقلم: سلمى صوفاناتي
في عالمٍ آخر .. حيثُ يرقصُ الضّحكُ مع الدّموع، وتتلاقى الثّقافاتُ تحت أضواءِ المسرحِ السّاحر، تُطلُّ “عايلة عشر نجوم” كتحفةٍ فنيّةٍ تلمسُ القلبَ وتُحرّكُ العقلَ. إنّها ليست مجرّدَ عرضٍ كوميديٍّ، بل رحلةٌ عاطفيّةٌ تسبحُ بينَ السّخريةِ والعمقِ، كفراشةٍ تُزهِرُ فوقَ حقولِ الواقعِ بكلِّ تناقضاتِه.
العائلةُ الّتي حوّلتِ الاختلافَ إلى لوحةٍ ملوّنةٍ :
ما نسجَه الكاتبُ “محمد الرشود” في نصِّه كانَ أشبهَ برحلةٍ داخلَ قلوبِ المجتمعِ الخليجيِّ والعربيّ. العائلةُ المختلطةُ لم تكنْ مجرّدَ شخصياتٍ تتحرّكُ على الخشبةِ، بل مرآةً صادقةً تعكسُ تفاصيلَ كلِّ بيتٍ عربيٍّ يوازنُ بينَ الأصالةِ والحداثةِ.
الزّواجُ بينَ الكويتيينَ والعربِ، بكلِّ ما يحملُ من حبٍّ وتحدّياتٍ، ظهرَ هنا كقصيدةٍ جميلةٍ تترنّمُ بينَ السّطورِ. فهل يُلامُ الفنُّ إذا اختارَ أن يُشرقَ بضحكةٍ تُذيبُ همومَنا، بدلَ أن يُغرِقَنا في بحورِ الدراما؟
الطّاقمُ: أينَ البراعةُ؟ وأينَ الإفراطُ؟
– “أحمد بدير” (فهمي الدمياطي): كالسًاحرِ الًذي يخرجُ من مصباحِ الكوميديا، رسمَ ضحكاتٍ لا تُنسى. أداؤه كانَ كالنّهرِ الهادئِ يروي المشاهدَ بسلاسةٍ، لكنّهُ أحيانًا يتحوّلُ إلى سيلٍ يجرُفُ بعضَ التّفاصيلِ الرّقيقةِ.
– “زهرة عرفات” (حصة): كالنّجمةِ الّتي تُضيءُ بعيدًا وسطَ سحابةِ الضّحكِ. قدّمتْ دورًا أنيقًا، لكنّهُ بدا أحيانًا كَنغمةٍ حالمةٍ تُغرقُها الضّوضاءُ.
– “عبد الناصر درويش”: كالفنًانِ الّذي يحوّلُ الكارتونَ إلى واقعٍ. مشهدُهُ في دورِ المرأةِ كانَ كالبهارِ الحارِّ.. يُضحكُك رغمَ لسعتِه!
الإخراجُ: بينَ اللمسةِ الذّهبيّةِ والرّوتينِ
المخرجُ “صالح الحمر” قدّمَ وليمةً منَ المشاعرِ والضّحكِ، فجاءَ العملُ كباقةٍ من الألوانِ الزّاهيةِ، لكنّ بعضَ الأوراقِ تكرّرت! الدّيكورُ التّقليديُّ والمشاهدُ المطوّلةُ جعلتِ الجمهورَ يتساءلُ: “هل كُتِبَ هذا النّصُّ على عجلةٍ؟”
لكنْ رغمَ كلِّ شيءٍ، تبقى “عايلة عشر نجوم” كاللوحةِ الّتي تختلفُ حولَها الآراءُ، لكنّها تتركُ أثرًا لا يُمحى في ذاكرةِ المسرحِ الكويتيِّ.
الجمهورُ: بينَ الانبهارِ والانتقادِ .
قالَ النّقّادُ: “مسرحيةٌ تبيعُ الضّحكَ السّريعَ!”
وردّ الجمهورُ: “ومَن قالَ إنّ الضّحكَ يحتاجُ إلى جوازِ سفرٍ؟”.
في النّهايةِ، “عايلة عشر نجوم” كالوشمِ الجميلِ.. قد يُؤلمُكَ لحظةً، لكنّكَ لن تندمَ على حملهِ، لأنّه جزءٌ من قصّتِك!
✧ فهل نلومُ الفنَّ إذا فضّلَ أن يُشرقَ بابتسامةٍ، بدلَ أن يبكي بدموعٍ؟ ✧








































Discussion about this post