نعم، هذا العالمُ مليءٌ بالكثيرين،
لكنّهم ليسوا أنتَ.
كان من الأجدى أن تظلَّ غريبًا، أو حتّى غيرَ موجودٍ بالنّسبة لي.
كان سيكون الأمرُ أسهلَ من أن أُعيدَك غريبًا، وأحاولَ التّخيّلَ أنّك غيرُ موجودٍ.
أعرفُ الوقتَ جيّدًا:
متى يقرّرُ لعبَ دورِ الطّاغية،
وأعرفُه حين يتحوّلُ فجأةً إلى حكيمٍ، وحين يحملُ نايًا ويبدأ باستدراجِ بكاءاتِنا.
أنا النّايُ المثقوبُ بمساميرِ المفاجآت،
وأنا الأصابعُ الّتي تعوّدت سدَّ ثقوبِ الذّاكرةِ كي لا يتسرّبَ منها سرٌّ.
منذُ سرقَ شحّاذٌ مقطوعُ الأصابعِ أصابعَ يدي،
امتلأتِ الطّرقاتُ بأسراري الّتي لا تعرفُ أنّ هناك حياةً أخرى في الخارج، وأسرارًا لآخرين.
قصائدُ الحبِّ لن تساعدني في فهمِ الحبّ،
بل، على العكس، تؤكّدُ ضررهُ
كمادّةٍ دسمةٍ صعبةِ الهضم.
أمّا الرّسائلُ الّتي أُتقنُ كتابتَها،
فهي كإتقاني إقناعَ من يقرؤها أنّها موجّهةٌ إليه،
وكإتقاني عدمَ الردِّ على رسائلِ الآخرين.
بعتُها كما بعتُ آخرَ حظٍّ في خزنَتي،
وأجّرتُها كما فعلتُ بالغرفةِ الّتي تحتاجُ دومًا لمن يرتّبُ فراغَها.
وتبقى أنت…
تتّخذُ شكلَ ساحرٍ
مبرمجٍ بذكاء،
فعلاً، تختفي هذه المرّة.
تبقى أفلامًا قصيرةً جدًّا،
عبارةً عن نهايةٍ فقط،
أو، فلنقل، عن جملةٍ تقول:
“ماتَ غريبًا هو أيضًا،
فلتدفنوه في مقبرةِ الّذين لم يكونوا موجودين أصلًا!”
لوركا سبيتي







































Discussion about this post