امتحان
(تتمّة القصّة وهي واقعيّة وليست من نسج الخيال!
الأسماء مستعارة ، لن أخدّشَ بقلمي مشاعر الآخر في كلِّ الظّروف!…)
أكملت “كمال” طريقَها ،إلى أن وصلت إلى بقعة فسيحة مزروعة بالبندورة، واللوبياء ،والخيار، لكنّ الشّتول ما زالت صغيرة لم تُزهر بعد،
وقريبًا من أرضهم ، تتدلّى “أدواش” البندورة ،حمراءَ شهيّةَ، تتذوّقُها العينُ لجمالها…
تلك السّنة تأخّرتْ “أمُّ نزيه” بالزّرعِ، كانت تحضّرُ لعرسِ ابنِها…
عادت “كمال” إلى بيتها، بعد أن جلست واستمتعتْ بجمالِ المكانِ بالأشجارِ، وسقسقةِ الينابيعِ ، وزقزقةٰ العصافير …
قد تربّتْ عند أهلِها ،على احترامِ حقوقِ مَن يتعبُ ليعيشَ ، عفيفةَ النّفسٰ وجميلةَ الرّوح…
ثمَّ رجعتْ و الأسئلةُ تضجُّ في رأسها …
أمّا سلّتُها فخفيفةٌ ، وفارغةٌ بين يديها…
وإذا بالحَماة ، واقفة أمام الدّارِ، تنتظر على أحرِّ من الجمر ،عودتَها…
لم ينشغلْ بالُها على الفتاة ، بل على البندورة والسّلّة…
اقتربت ، وإذا بالسّلّة تلوحُ، لا شيء فيها…
عبستْ ، واغتاظتْ ، وخبطتِ الأرضَ بقدميها…
وتقول لها العروسُ، وما زالت تحملُ السّلّة…
-” المواسمُ في أرضِكِ مُتأخّرة ، قدننتظرُ أسابيعَ، وأذهب لأقطفَ، وأجلب لك ما تريدين…
المكان جميلٌ هناك أحببته”…
وعلا صوتُ “أمّ نزيه”
-” ألم تجدي في تلك المنطقةِ ما تَملئين به السّلّة ؟
لماذا لم تقطفي من أيِّ مكانٍ هناك؟” …
ودخلتْ بعصبيّةٍ إلى بيتِها ، صفقتْ البابَ، وأكملتِ الشّتائمَ بصوتٍ عالٍ دون أن تأبه للجيران …
أمّا “كمال”فقد رسبتْ في الامتحان !…
لكنّها بقيتْ، مميّزةً بلطفِها وابتسامتِها وعفويّتِها…
غير آبهةٍ لنظراتِ ، مَن كرِهَتْها لاختلافها …
رسبت “كمال”في الامتحان ، وغدتْ حياتُها صعبة …
الغربةُ هي هذا الإحساس الّذي يصعبُ احتمالُه…
وترَكَتِ الفتاةُ غربتَها ،في وطنها الجميل بشمسِه وسمائه، وسافرت إلى بلدِ الضّباب ، الّذي أصبحَ وطنَها المُشرِق في قلبِها…
إنّ وطنَ المرءِ، حيثُ يكون سعيدًا … يا ليتَه يرفلُ بالسّعادةِ في وطنِه!…
الحسناء:٢٠٢٥/٥/١٧
( القصّة واقعيّة … أمّا الأسماءُ فمستعارة …)







































Discussion about this post