لماذا نقرأُ الشِّعر
لتخفيفِ آلامِ المفاصل
لجلبِ الحبيب
لبركةِ الرّاتبِ فلا يتبدَّدُ في يومين
بل يتبدَّدُ في يومين وثلاثِ دقائق
للمتعةِ بمرافقةِ الكلماتِ إلى مثواها الأخير
للتدريبِ على التّنفُّس الاصطناعي
لإنقاذِ ما يمكنُ إنقاذَه
لئلَّا نشعرُ بالوحدة
أو نشعرُ بها وقد جرفنا الخوفُ إلى تخومِه
لأنَّنا نحبُّ الشِّعر
أو لا نحبُّه قاسياً في الأدلّة
على تورّطِنا جميعاً في الكذبِ على النّفس
لأنَّنا نبحثُ عن مهربٍ
تعرفُه الفئرانُ فقط
لأنَّنا الفئرانُ وقد أصابنا العمى
نقرأُ الشِّعرَ إِذَن
لأنَّه لا عملَ آخرَ في يومِنا
وكأنَّنا نبيدُ المللَ بمضاعفاتِه ومنها الشِّعر
لأنَّ الشِّعرَ طيبُ القلب
لأنَّه الشِّريرُ يصيبُنا بداءِ العظمة
لأنَّه اتّكاءُ مرافقِنا على قنابلَ موقوتة
أو رسائلُ نذيرٍٍ لقتلةٍ أن
توجهوا فوراً إلى الغفران
أو لأنَّ الشِّعرَ هو الغفرانُ وقد أبكانا جميعاً
فنسينا جرائمَنا وألعابَ الطّفولة
لأنَّه ألعابُ الطّفولةِ واليانصيبُ الدّوريُّ
لمختلِّينَ عقليَّاً
أيُّهم ينجو وأيُّهم يبقى مسحوناً خلفَ شبكيَّةِ العين
لأنَّه العينُ عمياءٌ لا مبصرة
وتدمعُ كلَّما خطرت لها فكرةُ الجمال
أو نقرأُ الشِّعرَ لمجرّدِ أنَّ المخيِّلة
تأخذنا مسافةً أقربَ إلى الجمال
وتُبعِدُنا خطوةً عن الموت
هذا الّذي نعرفُ
أنَّه الحارسُ الأزليُّ للجمال.
إبراهيم المصري







































Discussion about this post