لجين فادي أبو طربوش تكتب الأم العائدة

الأم العائدة

بقلم لجين فادي أبو طربوش

أُصاب بفرطِ الشعورِ…أُصاب بمرضٍ لم يسبقْ بشخصٍ قد عرفه على كلِّ بقاعِ الأرضِ…أيّ كلمة وأيّ حركة قد تأخذني وتأخذ بقلبي وعقلي إلى حافّة الهاوية…
ذاك اليوم المشؤوم مازال يرافقني إلى يومنا هذا. وفي ظلمة ووحشيّة ذاك المساء (أمل) قد أخذتني هذه الكلمة إلى المدى البعيد وأخذتْ بأقدامي إلى منزلي القديم…قلبي مازالَ محبوساً ملتصق بأبوابِ المنزلِ المنهارةِ والنّوافذ المكسورةِ والجدران المهدّمةِ…لا يوجد شيء معي سوى صورة (لي) كلّ ما أصبتُ بالهستيريا أنظر إلى الصّورةِ لأتذكّر من أكون وأقرأ ما يوجد خلفها معلومات عنّي وكأني أقرأها لأوّل مرّة ويُصيبني الاندهاش والرعشة وكأن المعلومات لم تكن عنّي…وأيضاً صورة لي ولزوجي الحبيب وأمل الصغيرة…فأنا كمرآة تعكس نورَها في ضوء الشّمس لم تعد تفرّق بين الظّلام والنّور وأخذَ الظلام الحيّز الأكبر إلى حدِّ الجنون والزهايمر المبكّر…ذهبتُ حيث دفنت قلبي مع جسدك وطفلتنا الصّغيرة…لم يبقَ من أمل روحي سوى الملابس وبعض الألعاب الصّغيرة المتناثرة في كلّ مكان. كما لم يعدْ مِنك سوى صورك المعلّقة في ذاكرتي…
قلبي اين قلبي..؟؟
قلبي لم يعدّ هنا منذ زمن بعيد قلبي دُفن معكما حيث تتواجدان الآن…ليتَ الموت حالفني تلك اللّحظة ليته مدّ لي يده أكثر لنكون سويّةً نحنُ الثلاثة…فهو لم يفعلْ سوى تجريدي من الحبّ والعطاء وتركني أصارع الواقع المرير والظّلمة الدامسة.
سأذهب إلى عائلتي الرّاحلة من هذا الزّمن…
بعدَ مَوتي سيفككون أعضائي وتكون حياةً جديدةً لمن يحتاجها..(إلّا قلبي)
قلبي مدفون معكم بعد ذاك اليوم المشؤوم…افتح ذراعيك يا حبيبي تَهيّأ لاستقبال فراشتك فهي باتت مكسورة الجناحين محلِّقة إليك بلا عودة…اشتقتُ إليك جدّاً أمل حياتي…
عائدة إليكما لنكمّل حياتنا ونبدأ من جديد…
#الأم العائدة