شعر بأقل التكاليف …
ولادة.
عبد الرزاق حاج مسعود*
مهمّتي الأخيرة في الحياة،
أن أساعد معزاتي على الولادة.
لديّ خبرة محترمة في المساعدة على الولادة،
فعلت ذلك بنجاح كبير
منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما.
كنت شابّا وقويّا، ومن دون خبرة،
ساعدت بقرتي، وهي تلدُ للمرّة الأولى، على وضع مولود جميل وسليم.
صحيح أنّ الحياة فرّقتنا بعد ذلك،
لكنّني لم أنسَ سعادة بقرتي بعد أوجاع ولادة عسيرة
ما زالت توجعني.
حين أطلقتْ آخر أنّة وجع
وآنزلق صغيرها نحو حضني،
وسمعت تنهيدة خلاص وحلِها،
كنت سعيدا أنا أيضا،
كأنّني
ولدت.
ولأنّني حرمتُ بقرتي من وليدها حينها،
وفصلته عنها قبل أن تلحسه حتّى لا يحتكر كلّ حليبها،
كما أمرني مربّو الأبقار المجرمون،
فلم تحبّه،
ولم تمتّع عينيها بجماله،
سأستقبل صغير معزاتي بكامل حضني،
أضعه أمام عينيها السّعيدتين
أغمره أنا أيضا بعينيّ السّعيدتين،
كما لو أنّني ألده،
وستكون حياتي جديدة
كما لو أنّ معزاتي
تلدني.
* الاستاذ عبد الرزاق، ” علَم” من اعلام الكتابة التّحليليّة الرّصينة والحادّة والهازئة معا للحالة السّياسيّة التّونسيّة الرّثّة، الرّاهنة، الّتي لا غنى عنها لكلّ حرٌٍ، عالم بالشّيء وزاهد في رخيص ما يهرول إليه آخرون.
له تجربة نضاليّة خبر خلالها السّجون والمضائق المرافقة.
اكتشفته شاعرا أيضًا، هنا، على غير منوالِ ما ياتيه شباب وشيبُ ” الرّاسخين” أو المتسلَلين الى البطحاء الثّقافيّة.
إنّه ” شاعر كامل”، من قليل ما نودّ أن يرافقنا، من بعيد، في جزيرتنا هذه.. جزيرة ” الشّعر، بأقلّ التّكاليف
من صفحة الشاعر … يوسف خديم الله







































Discussion about this post