بقلم … فراق خليف
لا أحدَ يهتمُّ بالبقاءِ،
خاملاً أو متقلِّباً بجنونٍ،
في صباحٍ روتينيٍّ كهذا.
ها هو، كعادتهِ،
لا يمكنُ زعزعتَهُ؛ مليءٌ بـ:
الشُّحوبِ،
والمَلَلِ،
وهذا الشّتاءُ المتحفِّظُ؛
مثلَ التَّرَنُّحِ،
والسّقوطِ،
والنّهايةِ،
مراراً وتكراراً.
الجفافُ سيصلُ قريباً،
ندى الحِدادِ الموضوعِ على حطامِ الضّحيةِ،
والعطرِ الّذي ترشُّهُ فتاةٌ على عُنقِها قبلَ الخروجِ،
لمواجهةِ عالمٍ أقلَّ عنفاً؛
تَسَرُّبٌ، ولا يمكنُ لأحدٍ احتواءَهُ!
حتّى الحمامةُ
ما عادتْ تَهُبُ أغانِيَها على قدمِ المساواةِ،
الأشجارُ ترتجفُ، تطالبُ بالخريفِ،
حينما سَمِعَتْ صوتَ خسارتِها.
جسدٌ، طَموحٌ، حانِقٌ، طويلٌ القامةِ،
يمتدُّ مع ضوءِ الشّمسِ، يقطعُ المسافةَ.
بينَ اللقطاتِ،
يَشرَبُ نصيبُكَ من الراحةِ،
متجاوزاً الحوارَ.
وحيثما يتآمرُ الأجدادُ،
تَرَسَّخَتْ جُذوري كما لو كان مرضًا مزمنًا،
تاركاً لكَ أنْ ترسمَ حولي
مُدُناً من الغبارِ والجِلدِ العاري.
كان هذا قبلَ فترةٍ طويلةٍ،
من قبلِ أنْ تمنحَني الأسماءَ،
قبلَ أنْ تفكََّ يداكَ ما لا يمكنُ أن تنتمي إليه.
بينما كنتَ جالساً،
تلتقطُ الصّورَ الغارقةَ.
فنانٌ ما يبدأُ من جديدٍ،
يخطُّ بألوان باهتة زهورًا لا يمكنكَ امتلاكَها!
ألوانُ الإرادةِ في زجاجِ النّافذةِ؛
اختلطتْ!
فهل تحبس أنفاسَكَ كي لا تُضبِّبَ هذا الزّجاجَ،
لنرى إلى أيِّ مدى وصلنا؟
بقلم … فراق خليف







































Discussion about this post