بقلم … جيهان عمر
أريد أن أكتب باسم مستعار.. أختبئ خلف نفسي هذه المرّة.. بستارة شفّافة من الحرير الأبيض.. أقول أشياء حدثت وأخرى لن تحدث..
لن يطلبني أحد وقتها ليعاتبني.. ليخبرني كم أنا قاسية جدّا وبدون قلب..
سأخبركم دون تردّد عن الشًاعر البائس الّذي يبكي كثيرا لو مسّته ريشة فنتجنبه كي لا يحتمي بالدّموع.
عن عاشق الأديب الكبير ليلتقط سرّ الكتابة الجيّدة..
أو المرأة الّتي لا أحد يفهم ما تكتبه.. حتّى هي.
سأحكي لكم عن المختلّين.. عن الآبار الّتي حفروها ليقعوا فيها..
بدلا من الارتواء بماء عذب.. طُمسوا بظلام أبدّي..
سأكتبهم أيضا بأسماء مستعارة وبلا معنى كي يتحسّسوا الحروف كعميان يعتمدون على حساسيّة الأصابع..
سأحكي لكم عن الفيل في منتصف الحجرة الّذي أتجاهل قصّته وأقتفي أثر السّنجاب الّذي يقرض الثّمرة الصّلبة قبل أن يتركها خائفا لو سمع صوتا مفاجئا.
سأكتب عن الخوف وعن ممرّات ضيقة يحفرونها تحت الأشجار للاختباء
أصف السّكينة الّتي يغارون منها لأنّها لا تُجلب بحبات المهدِّئ النّاعم..
أو ربّما أكتب عمودا في جريدة غير معروفة كي أتناول الأعمال الّتي لم أحبّها لكنّني سأعرضها بعين الرّحمة.. سأقول لكاتبها ما الّذي أفسد النّصّ وسيمتنّ كثيرا لاسمي غير المألوف..
أريد اسما قويّا يليق بعمود مكثّف.. ربّما أنتقي من الزّهور اسما مثل “تيوليب الكتب المنسية”.. أو ربما أختار من الحيوانات أظرفهم..
“زرافة تصل لكتاب لا يقرأه أحد”
ملحوظة: اخترت الزّرافة لأنّني أحبّ رقبتها الطّويلة كمشوار إلى السّماء..
.
بقلم … جيهان عمر
مصر







































Discussion about this post