صلاةُ نَزَلَتْ مِنَ السَّجْدَةِ السّابعة
ونحنُ أقربُ إليِه مِنْ حَبْلِ الوريد” (صدق الله العظيم)”
سأقولُ إنّكَ بحرٌ….
لأفهمَ كيفَ تكونُ أقربَ منَ الوريد؟
صَلَّيتُ لكَ أربعين
واخْتَرْتُك دون معصيةٍ
لم أشربْ نَخْبًا
لم أفوِّتْ وتْرًا
لم أغلقْ بابي أمامَ الجائعين
فكيف ابتعدت عن الوريد؟!
أَحْبَبْتُكَ..
كانت العصافيرُ تؤذّنُ فجرَكَ فيَّ
وحين يلبسُ الموجُ غيمَكَ
كنتُ أرى يدَيْك
تربّتُ على كتفِ اللّيلِ كي يزيح
فتّشْتُ عَنْك في كتبِ المُرْسَلين
وفي تشقّقاتِ السّائرين إليكَ
أَوَما كنتُ يا ربّ منَ السّائرين؟
تَقَمّْصُتُكَ..
أَحْلَلْتُ رؤيتي رؤاكَ
أَصْغَيْتُ هَمْسَ ملائِكَتِك
تخبرني الدّروب إليّ
لِأَجِدَني بعدَ التّشتّتِ
والتّيه..
والألغازِ المُغْرِقَةِ في الضّياع..
ولَمْ أَخُنْكَ..
سرًّا أو علانيّةً..
فأين وعدُكَ بالطّريق؟
سيقولون: “هُمُ الضّالّونَ أضلّوكِ”
ما لي وللضّالين؟
أَلَيْسَ لي ربٌّ أَعْبُدُه؟
أَيْنَ الطَّريق؟
ها إنّي سَقَطْتُ..
كما الصَّنَمِ الأخير
كما يعلو الأطفالُ نحوكَ
مكثّفين بالدّخان
أو بالمجاز المُسَيِّل للدّموع
أو بالنّار..
وخِلْتُكَ ستبكي..
لأنّ امرأة من أجنحة
اشتدّ ضلعها الأنثويّ
تمرّدت على رقّتها المفرِطة
لتحظى كآدم
بأرضٍ واسعة
وتبيعَ الجنّةَ للمُترَفين..
ها إني سقطتُ يا ربّ
وجهي مُلاصِقٌ لحقلِ الدّعاء
قلبي نارٌ من حميم
وحدتي..
وعيني الّتي لم تترك الطّريق
فَأَيْنَكَ الآنَ منَ الوريد؟
ها إنّي كتبتُ فرضي
وحفظتُ درسي
ورَدَّدْتُكَ لكلِّ العابرين:
ربٌّ يفتحُ الطّريقَ للمُلْهَفين
يوزِّع الطّعامَ على حُبِّ الصّائمين
فكيفَ نامَ قلبي خاويًا
وألفُ مطحنةٍ فيّ
عجنت الرّغيف للجائعين؟!
وهذه الصّلاة..
وليلٌ عَسْعَسَ في أرقي
وملحٌ عَشْعَشَ في الوريد
فَهَلّا يتنفسُّ صبحٌ قريب؟
هذه الصّلاةُ الواقفةُ ببابكَ من سنين
هلّا تفتحُ لها الطّريق!
يا ربّ.. إنّي هنا منتظرٌ
بوريدٍ مخضّبٍ بالحبّ
والحبُّ يا ربُّ صلاة..
والأملُ يا ربُّ صلاة..
فَهَلّا مرَّت يداك على الوريد
هَلّا مرّت يداك على الوريد!
٢٩ نيسان بقلم هدى سليمان







































Discussion about this post