لا وقت عندي لأشرح لك كم أحبّكِ
فهذا ظلّي
هناك
يقف عند المنعطف تماما،
يدخّن، بعصبيّة، خطواتي الأخيرة
وينتظرني لنعود، معا، إلى صمتنا القديم!
أنا.. لستُ هنا لأقول لك:
“وصل الباص إلى المحطّة الأخيرة”
ولستُ هنا
لأقبّل جبينك،
لأهديك أيقونة تحمل صورتي
ولأطلب منك أن تنتظريني
كما يفعل أيّ رجل، مع حبيبته، قبل أن يذهب إلى الحرب
ولستُ هنا
لأعتذر لك عن كلّ الحماقات الّتي ارتكبتها
وعن الحبّ!
أنا.. هنا
لأقول لك: أحبّك جدّا.
يلوّح لي ظلّي من بعيد.. ويستعجلُني
وأنا
وجهي
– في عينيك –
يحاول إتقان لغة واحدة أشرح بها، لك، كم أحبّكِ؛
لغة واحدة تكبُرُ، في قلبك، غابة مطيرة
وتنبُتُ على أصابعك قصائدَ و عرائش ياسمين…
يا سلّة أقواس قزح وفراشات
يموت الرّجلُ حين تصير اللّغة جنائز للحب
وحين تصير مجرّد لافتات تساعد على الوصول.. متأخّرا!
فكيف أشرح لك كم أحبّك
وأنا لا أملك إلّا لغة كَتَبَتْ مئات القصائد
في الحبّ
وفي نساء خلقتهنّ من صلصال خيالي؟!
من – هناك – يستعجلني ظلّي
وهنا.. صمتُكِ يأخذني، بعيدا، في الضّجيج!
صمتُكِ يخلُقُني أرصفة تعجُّ بالسّكارى،
بالغجر، بالبوليس، بالباعة الجوّالين،
بالمرضى النّفسيين، بأطفال الشّوارع
وبالمجاذيب
وأنا لستُ إلها لأفكّ شيفرة ثرثرة الجميع في نفس الوقت
فأتعلّم أن أشرح لك كم أحبّكِ…
يركض ظلّي
نحوهُ/ نحوي/ نحوكِ
ويطارده المنعطف!
يكاد يصل ظلّي
إليهِ/ إليَّ/ إليكِ
فيسقطُ في فراغي
ويدهسه المنعطف ضاحكا
وأنا
وجهي
– في عينيك –
رغم كلّ هذا الوقت الطّويل
لا أجد طريقة واحدة لأشرح لك كم أحبّكِ!
هيثم الآمين







































Discussion about this post