بقلم … محب خيري الجمال
حكايات لم تُروَ من رسائل الرّجل الفارغ للسيدة (خيال عابر)
————————————————————————
59
البُعدُ حائطٌ زجاجيٌّ بارد. الأيّامُ حبّاتُ رملٍ تتسرّبُ من قبضتي. تسقطُ خفيفةً وثقيلةً في آن. عليكِ أولًا، ثم عليّ.كأنّها لعنةٌ مُشتركة.
60
وصالكِ نقطةُ الضّوءِ الوحيدة. في هذا العتمِ الشّاسع. الوقت هو مسافةُ النّورِ إلى جسدي. جسدي الّذي يُحاولُ أن يتذكّرَ دفْءَكِ. أن يستعيدَ ملامحَكِ الباهتة.
61
الوقت امتدادٌ مُوجع. كظلٍّ طويلٍ لشجرةٍ وحيدة.كلَّ يومٍ فيهِ ثقبٌ صغيرٌ في الذّاكرة. يُسقطُ جزءًا منّي في الفراغ.
62
أنا هنا، في مكانٍ آخر. حيثُ الأيّامُ مُعلَّقةٌ كفوانيسَ مُطفأة. أنتِ هناكَ، في مكانٍ آخر. والوصلُ خيطٌ رفيعٌ من ضوءٍ مُنتظر.
63
جسدي مُنهكٌ من المسافة. روحي مُتعبةٌ من العدِّ، عدِّ الأيامِ الّتي تفصلُنا. عدِّ النّبضاتِ الّتي تناديكِ بصمت.
64
ضوءُ جسدي مُرتبطٌ بما هو قادم. بوصالكِ الّذي يشبهُ فجرًا بعيدًا. أنتِ الشّمسُ المؤجّلة. وأنا الأرضُ الّتي تنتظرُ الدّفء.
65
الأيامُ ليست سوى فراغات. بين لحظةِ اللقاءِ ولحظةِ الفراق. وبين لحظةِ الشّوقِ ولحظةِ الوصال. فراغاتٌ تتّسعُ وتضيقُ بنبضِ القلب.
66
أنا بعيدٌ، وهذه حقيقةٌ مُرّة. لكنَّ البُعدَ لا يمحو الأثر، أثرَ حضوركِ الخفيفِ على روحي. كندى الصّباحِ على ورقةِ شجر.
67
وصالُكِ وعدٌ معلقٌ في الهواء. أتنشّقهُ كلَّ يومَ أستمدُّ منهُ بقايا قوّة. لمواجهةِ سقوطِ الأيّامِ البطيء.
68
ضوءُ جسدي ليس منّي. هو انعكاسٌ لضوئكِ البعيد. حينَ نلتقي، سيتوهّجُ كاملًا. وحينها، لن يكونَ للبُعدِ مكان.
69
أنا هنا، أجمع بقايا الكلمات،
أرتّبها في قصائد لا تنتهي،
أكتب عنكِ، عن هذا السّحر الّذي لا يفسّر.
أنا هنا، متّهم بالحبّ،
متّهم بالشّعر،
متّهم بكِ.
بقلم … محب خيري الجمال







































Discussion about this post