أعود إليك وقد حملت التّلة على ظهري وبهت بريق الشّباب ،
وازداد وزني وكبرت هواجسي وانفضت الأصص من حولي وعرفت خيانة أعواد الكبريت
.أعود إليك وطعم كسكسي خالتي عيشوشة في” القرقبية” مازال يحملني إلى الموائد الخالدة
أعود إليك وأنا أبتسم للحسن في وجوه كعاب “حومة الشرفة ”
أعود إليك وبريق الصّبح وأنت أنزل من حافلة تونس أشقّ المركب التّجاري ،أتوجّه إلى محطّة سيدي علي بن نصر الله وأنا أحمل أغنية في قلبي .”مهما خذتني المدن “.أعود إليك ولن أقصّ عليك ما جرى حين زلّت قدمي في برك أمطار الصّيف واختلّ توازني ولم أسلك طريق الاخريات فلا إمارة لي ولا تاج رأس ولا فوانيس تنير عتمتي
أعود إليك يا قيروان الشّباب ،يا رنين خطواتي نحو كوشة بوفندار ،يا حرصي على توزيع المقروض على كلّ أبناء الحيّ في دوار الشّط ….
أعود إليك ولم أجد سوى حروفي أصنع منها درعا يقيني ضجيجي الدّاخلي …أعود إليك وقد بترت أجزائي وسكنت المقابر ولكنّي أعود وأحمل كتبا وأشعارا نقيّة كنقاء طريق زعفرانة الّذي يحملني إلى نصرالله .كابتسامة نجاة تعجبها ملابسي ، كحنية فضة ووفاء عادل وباقة ورد حسين .أعود إليك و أنا أهتف من أعلى جبل الشّراحيل ،لم أكن أنا الأستاذة يا قيروان ،كنت أنت المعلّمة ولكنّني لم أتعلّم الدّرس …. ب
قلم سهام مصطفى الشريف







































Discussion about this post