الليلة الكبيرة..
ليلة رحيل العم صلاح جاهين والشيخ مكاوي والخال الأبنودي
كتب/خطاب معوض خطاب
ليس المقصود هنا بالليلة الكبيرة ذلك الأوبريت الشهير الذي جمع بين أسطورة الشعر العامي في مصر صلاح جاهين وأسطورة التلحين الموسيقار الشيخ سيد مكاوي، ولكن الليلة الكبيرة المقصودة هي تلك الليلة التي جمعت بين الثلاثي الشهير العم صلاح جاهين الشاعر الكبير ورسام الكاريكاتير الشهير ومؤلف الأغاني المبدع والكاتب السينمائي والممثل الذي تألق وأبدع في مجالات عديدة، والموسيقار الشيخ سيد مكاوي المطرب والملحن والموسيقار الكبير، والخال عبدالرحمن الأبنودي شاعر العامية الكبير.
وعمنا صلاح جاهين اسمه الحقيقي محمد صلاح الدين وهو اسم مركب ووالده هو المستشار بهجت حلمي رئيس محكمة الاستئناف بالمنصورة وجده هو الصحفي أحمد حلمي الذي كان أول من كتب ونشر عن مذبحة دنشواي وكشفها للرأي العام المصري والعالمي، والذي أطلق اسمه على شارع من أكبر شوارع القاهرة وهو شارع أحمد حلمي تكريما له، وقد كتب جاهين عددا من الأغانى العاطفية والوطنية التي تعيش في وجداننا حتى اليوم، وعمل بالتمثيل في عدة أفلام سينمائية منها “لا وقت للحب” و”من غير ميعاد” و”اللص والكلاب”، ويكفي أن قراء جريدة الأهرام قديما كانوا يفتتحون قراءتها بالصفحة التاسعة ليقرأوا رباعيات صلاح جاهين و يستمتعون بمشاهدة رسومه الكاريكاتورية.
والشيخ سيد مكاوي ابن البلد الذي ولد في الناصرية بحي السيدة زينب وحفظ القرآن الكريم ثم قرأ السورة وكان يؤذن بمسجد أبو طبل ومسجد الحنفي بالناصرية قبل عمله بالفن، وهو يعتبر تلميذا نجيبا في مدرسة الشيخ سيد درويش التعبيرية ومدرسة الشيخ زكريا أحمد التطريبية، وقد لحن من كلمات صلاح جاهين الذى كان من أخلص أصدقائه “الرباعيات” و”الليلة الكبيرة” و”الدرس انتهى لموا الكراريس” و”أنا هنا يا ابن الحلال” و”هنحارب” وغيرها.
وعبدالرحمن الأبنودي فهو ابن الشيخ محمود مأذون قرية أبنود، وكان الأبنودي يرسل أشعاره لصلاح جاهين جاهين الذي كان يقوم بنشرها في مجلة “صباح الخير” ويشيد بموهبة الأبنودي قبل أن يراه، كما قام بإرسال كلمات الأبنودي إلى الإذاعة المصرية فغنت له نجاح سلام “يا حبيبي بالسلامة” ومحمد رشدى “تحت الشجر يا وهيبة”، وحضر الأبنودي إلى القاهرة صار من أصدقاء جاهين المقربين وبعدها اشتهر الأبنودي وصار من أعلام القاهرة ومشاهيرها، وقد لحن سيد مكاوى من كلماته “في الليل أنا إنسان” و”علمتني” وغيرها.
وقد ذاب الثلاثة عشقا في حب مصر والقاهرة وتغنوا باسمها شعرا وتلحينا وغناء وربط بينهم حب الفن والغريب أن الموت هو الآخر قد ربط بينهم، ففي يوم 21 أبريل سنة 1986 رحل عمنا صلاح جاهين عن الدنيا، وبعد مرور 11 سنة وفي نفس اليوم وتحديدا في يوم 21 أبريل سنة 1997 لحق به الشيخ سيد مكاوي، وبعد 18 سنة بالضبط من رحيل مكاوي وتحديدا في نفس اليوم 21 أبريل سنة 2015 رحل الخال عبدالرحمن الأبنودي، وهكذا رحل الثلاثي المبدع في نفس اليوم رغم تباعد سنوات الرحيل، ولذلك تكون ليلة 21 أبريل ذكرى رحيلهم هم الثلاثة هي الليلة الكبيرة التي تجمع بينهم.







































Discussion about this post