اسامة خليل
في سابقة علمية مثيرة، رصد فريق من الباحثين سلوكاً غير معتاد لدى قردة شمبانزي برية، تمثل في تناولها لفاكهة إفريقية مخمّرة تحتوي على الكحول، ومشاركتها مع أفراد آخرين في مشهد يحمل دلالات اجتماعية وتطورية لافتة.
وقد سجّلت كاميرات استشعار الحركة، التي وُضعت في منتزه “كانتانهيز الوطني” في غينيا بيساو، عشر حالات تناول فيها الشمبانزي فاكهة “الخبز الإفريقية” التي تتخمّر طبيعياً وتنتج مادة الإيثانول.
ويعتقد الباحثون أن هذا السلوك قد يعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد الشمبانزي، على غرار ما تفعله الولائم وتبادل المشروبات بين البشر. وكتبوا في دراستهم: “هذه أول مرة نوثّق فيها تناول شمبانزي بري لفاكهة تحتوي على كحول طبيعي، وتقاسمها مع الآخرين، ما يفتح آفاقاً جديدة لفهم سلوكيات الرئيسيات”.
وقالت الدكتورة كيمبرلي هوكينغز، الباحثة الرئيسية من جامعة إكستر: “عادةً لا يتشارك الشمبانزي الطعام، لذا فإن مشاركته لهذه الفاكهة المخمّرة قد تعكس قيمة اجتماعية أو دافعاً خاصاً”.
ورغم أن نسبة الكحول في الفاكهة لا تتجاوز 0.6%، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالبيرة، إلا أن اعتماد الشمبانزي على الفاكهة كمصدر غذائي رئيسي يجعل هذه النسبة جديرة بالاهتمام. وأشارت الدراسة إلى أن هذا السلوك لا يبدو أنه يؤدي إلى الثمالة، ولا يرتبط مباشرة بتحسين فرص البقاء.
ويثير هذا الاكتشاف تساؤلات جديدة حول كيفية تعامل الشمبانزي مع الكحول على المستوى البيولوجي، ومدى وجود جذور تطورية لهذا السلوك قد تمتد إلى السلف المشترك بين الإنسان والرئيسيات الأخرى.







































Discussion about this post