كتب عماد مصطفى
يعتبر معرض الفن التشكيلي الذي أُقيم في صالة الخانجي للفنون الجميلة بحلب، والذي حمل عنوان “اللوحة الصغيرة” حدثًا مهمًا لعرض أعمال فنية مميزة من قبل أكثر من 50 فنان وفنانة. هذا الحدث الثقافي يعكس الروح الفنية المتجددة في سوريا بعد المرحلة الانتقالية الجديدة ، ويسلط الضوء على الإبداع والتعبير الفني في زمن من التحديات والصعوبات.
المعرض الذي أُقيم في صالة الخانجي للفنون الجميلة بحلب يأتي في إطار إعلان الحياة الثقافية والفنية في سوريا بعد فترة من الصراع والحروب التي شهدتها البلاد. وكان المعرض يهدف إلى عرض مجموعة من الأفكار التي توضع لمشروع لوحة كبيرة، والتي تعتبر محطة هامة لتبادل الأفكار والإبداع بين الفنانين والجمهور.
يُظهر هذا المعرض الحب الكبير للفن والإبداع في المجتمع السوري ويعكس تطلعه نحو إحياء الحياة الثقافية بعد سنوات من الظروف الصعبة.
فيما يتعلق بالشخصيات البارزة التي ساهمت في تنظيم وتطوير هذا المعرض، يجب ذكر الفنان والناقد التشكيلي ابراهيم داوود الذي وصف الهدف من هذا الحدث الفني بأنه مجموعة من الأفكار لمشروع لوحة كبيرة. وكانت توجهاته نحو تقديم مشروع هدايا بدلاً من الزهور، مما يشير إلى تطور المشهد الفني في سوريا وتنوعه. كما لا يمكن تجاهل دور الفنانين والفنانات الذين شاركوا في المعرض، حيث عبروا من خلال لوحاتهم الصغيرة عن خصوصيات الفن التشكيلي بطريقة جذابة للفئة المستهدفة وعشاق الفن.
الفنان التشكيلي المبدع خلدون الأحمد
أعلن عن مشاركته باللغة العربية من خلال تشكيلها ولونها، حيث يسعى دائما إلى التعبير عن حركتها وإيقاعها الفني بأسلوب شغوف وممتع..ولفت الفنان خلدون إن لغتنا العربية، لغة الضاد، تتبوأ مكانة خاصة بفضل ما تحتويه من جماليات فريدة وتكوينات رائعة في مفردات الحرف العربي، مما يجعلها من أجمل اللغات على مستوى العالم.
الفنانة هيفاء فيليك المميزة شاركت يتقديم لوحتين. في اللوحة الأولى، حاولت تجسيد طبيعة القرى الجميلة حيث استخدمت الألوان الزيتية لتعبر عن جمالها الساحر عند شروق الشمس وغروبها وخصوصياتها. أما في اللوحة الثانية، فقد ركزت على تصوير المرأة المبدعة، معبرة من خلالها عن دور النساء وإبداعهن في المجتمع.
من بين المشاركين في هذا الحدث، تبرز الفنانة المبدعة ضياء طاووس، التي استطاعت من خلال أعمالها أن تعكس تجليات الألوان الزيتية وما تحمله من انطباعات وجدانية عميقة. انطلاقاً من تلك الألوان، تثير فينا مشاعر متسارعة، مما يدفعها لاستخدام الكتابة الحروفية التي تتداخل مع أغصان الأشجار الحية، لتبرز مشاهد تجسد الفكرة بعمق وجمال.
بهذا المعرض، تعزز مدينة حلب مكانتها كمركز ثقافي فني مهم في سوريا، وتساهم في إعادة إحياء الحياة الثقافية والفنية بعد سنوات من الصراع والدمار. إن تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية يعزز التواصل والتفاعل الإنساني بين أفراد المجتمع، ويسهم في بناء جسور الفهم والتعاون بين الثقافات المختلفة.








































Discussion about this post