بقلم زحاف يمينة – الجزائر
إِجْعَلْ لِلْقِرَاءَة نَصِيبًا فِي حَيَاتِكَ، كَمَا تَجْعَلُ لِلْغِذَاءِ مَكَانًا يَوْمِيًّا عَلَى مَائِدَتِكَ؛ فَالعَقْلُ كَالجَسَدِ، يَحْتَاجُ إِلَى تَغْذِيَةِ مُسْتمِرَّةِ، وَالمُطَالَعَةُ هِيَ زَادُهُ الرُّوحِي. بِالقِرَاءَةِ نَنْتَصِرْ، وَنَتَحَدَّى الصِّعَابَ.
فَإِحْذِرْ أَنْ تَكُونَ خَصْمًا لِنَفْسِكَ بِتَكَاسُلِكَ أَوْ تَهَاوُنِكَ، وَأَجْعَلِ مِنْ ثِقَتِكَ بِنَفْسِكَ قُدْوَةً، وَمَثَلَكَ الأَعْلَى.
تَذَكَّرْ أَنَّ الطِفْلَ الرَّضِيعَ لَا يَخْطُو فِي خطَوَاتِهِ الأُوْلَى دُفْعَةً وَاحِدِةٍ، بَلْ يَبْدَأُ بِالحَرَكَةِ، وَيَتَدَرَّبُ بِيَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ، وَيسْقُطُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، لَكِنَّهُ لاَ يَتَوَقَفْ عَنِ المُحَاوَلَةِ، حَتَى يَقِفَ وَحْدَهُ، دُونَ إِعْتِمَادِ أَوْ إِتِكَالِ عَلَى أَحَدْ.
الحَيَاةُ طَوِيلَةُ المَدَى، وَبِالإِرَادَةِ وَالقُدْوَةِ تُصْنَعُ الجَدْوى، وَالعَقْلُ لاَ يَسْمُو إِلَّا بِالمَجْدِ وَالعِلْمِ. إِسْقِ فِكْرَكَ كَيْ لَا يَجِفَّ مِنَ المَعَانِي وَالأَفْكارِ، فَالعَقْلُ يُرْوَى بِالعِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ، كَمَا تُرْوَى الأَزْهَارُ بِمَاءِ المَطَرِ.
لِذَا، كُنْ حَرِيصًا، وَلاَ تُضَيَّعِ الفُرْصَةَ، وَلَا تَتَمَادَ فِي التَّأْجِيلِ، فَذَاتَ يَوْمٍ سَتَنْجَحُ، وَتَبْلَغُ أَعْلَى المَرَاتِبِ.







































Discussion about this post