الاتحاد العالمي للاكاديميين العرب ورواد العالم العربي بالشراكة مع جمعية البرلمان وشركاء ينهي اعمال مؤتمر الخامس
متابعة الهام عيسى
اكد مندوب وزير السياحة والآثار مدير دائرة الآثار العامة بالوكالة هشام العبادي”إن التراث الحضاري عنصر مهم من عناصر التطور الإنساني المعاصر ويساهم بشكل واضح في بلورة الشخصية الحضارية الحالية له، حيث إن المجتمعات الإنسانية تختلف في إرثها الحضاري من حيث عمق تراثها في التاريخ أو بساطته وعدم تعقيده، والذي يمكن أن يكون عاملاً مهماً وأساسياً في تطورها وتقدمها، ذلك ان الإنسان يرث ما قدمه أسلافه من معارف وخبرات يستفيد منها في حاضره ويضيف اليها من خبرته وتجاربه ويطورها بعلمه ومعرفته من أجل بناء حاضره ومستقبله ونقلها للأجيال القادمة”.
واضاف العبادي خلال رعايته للمؤتمر الدولي العلمي المحكم الخامس والذي عقد تحت عنوان “التراث والآثار في الوطن العربي” في رحاب جامعة عمان الاهلية ونظمته جمعية أصدقاء البرلمان الأردني بالشراكة مع الاتحاد “العالمي ” للأكاديميين ورواد العلم العربي وبالتعاون مع المركز العربي للابحاث والدرسات الإعلامية – فلسطين ومع جامعة عمان الاهيلة وجامعة الزيتونة الاردنية”ياتي انعقاد هذا المؤتمر ونحن نحتفل بمئوية الدولة الأردنية وبمناسبة إدراج مدينة السلط “مدينة التسامح والضيافة الحضرية” على قائمة التراث العالمي- اليونسكو كسادس موقع أردني على هذه القائمة الهامة، وما اختياركم لمحافظة البلقاءكمكان لعقد المؤتمر إلا شهادة بأهمية الحدث وإبرازًا دور مدينة السلط عبر التاريخ وتأثيرها في بناء الدولة الأردنية، واحتفالا يليق بها كمدينة الأوائل”.
واكد العبادي ” ان التراث عملية تراكم دائمة ومستمرة عبر الماضي، مروراً بالحاضر وتبقى للمستقبل، ولا يمكن أن يكون هناك قطع زمني أو فاصل في هذه العملية، فتجربة الإنسان في الماضي تصبح تجربة جديدة في الحاضر وتستمر للمستقبل”.
واشار العبادي الى ان مدينة السلط والتي يتمحور المؤتمر حولها نموذجاً مميزاً لهذا التراث، حيث يمتد تاريخ هذه المدينة لما يزيد عن 5500 عام، بدأت حول عيون الماء في الجادور وبنى ابنائها قريتهم الاولى في تل الجادور ودافع رجالها عن كرم ضيافتهم شهداء في القلعة، واليوم يعترف العالم بهذا التاريخ الطويل من كرم الضيافة من خلال ادراجها على قائمة التراث العالمي.
والقى رئيس بلدية السلط السابق المهندس خالد الخشمان كلمة المدينة قال فيها “نحن لا نملك التاريخ لكن نسجل مخرجاته وحين نتحدث فإننا نتحدث عن ابناء السلط الذين استطاعوا ان يصنعوا مسيرة إنسانية مميزة وصنعوا تاريخا مميزا بجعل المدينة موئلا للأحرار مشيرا الى دور مدينة السلط في الثوره الفلسطينية عام 1936 ودعم الثوار حيث رسمت اجمل صورة للتآخي في ذلك الوقت وان المدينة شكلت بثقافتها وضيافتها التاريخية انموذجا فكانت طريقا للحج المسيحي .
واضاف الخشمان لقد سعينا من خلال البلدية واللجنة الملكية لتطوير المدينة ومؤسسة اعمار السلط ووزارة السياحة والمؤسسات العاملة معها ان نخرج ملفا حيّا لمدينة السلط (التراث المعاش) واخذنا احكاما تنظيمية خاصة لوسط المدينة فكان اول تنظيم من نوعه في الوطن العربي كما كان هناك دورا اعلاميا مميزا في هذا الملف لوضع السلط على قائمة التراث العالمي فكانت مدينة للتسامح والضيافة الحضرية اذا كان التسامح صفة لاعلاقة بين الجميع ووصفة لاهل السلط فنحن لا نخلق حاله ولكن نمارس حالة امر بها ديننا الحنيف.
وقال ان المعركه الحقيقيه تبدا في العمل على الحفاظ على هذا الانجاز فنحن نتحدث عن جانبين مهمين الاول المادي وهو الابنيه والثاني كيف نتعامل مع مفهوم التسامح والضيافة الحضرية بان نبقى مؤمنون بهذا الانجاز ونسعى للمحافظة عليه وهذه مسؤوليه للجميع في الحفاظ على هذا الانجاز الذي تحقق حيث لم ننجح بابنية ي وانما بحياة وسلوك بشرى مميز قائم على المحبة والتسامح والاخاء فالابنية هناك من يرعاها لكن السلوك والتسامح يحتاج الى ترسيخ وضمان ديمومته.
والقى الدكتور فايز الربيع نائب رئيس مجلس امناء الجامعة الهاشمية كلمه الاكاديميين والعلماء العرب اكد فيها ان انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالنا بمئوية الدولة الأردنية وادراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي وهو المؤتمر الذي تقيمه جمعيه اصدقاء البرلمان الاردني بالتشاركية مع عدة جهات.
وقال الربيع “يعتبر التراث رمزا للهوية الإنسانية الخاصة بالشعوب المختلفة والتراث هو ما خلّفه الكبار لكي يكون عبرة من الماضي ونهجا يستقي منه الأبناء الدروس ليعبروا بها من الحاضر الى المستقبل والتراث والحضارة بمثابة الجذور في الشجرة فكلما غاصت وتفرعت كانت الشجرة اقوى واثبت على مواجهة تقلبات الزمان لافتا ان نظرتنا للتراث نقولها في جملة واحدة لا للتقديس ولا للتهميش”..
واضاف تاتي اهمية التراث من كونه ينمي لدى الجماعات والافراد الاحساس والشعور بالهوية والشعور بالاستمرارية ويعزز التماسك الاجتماعي واحترام التنوع الثقافي والابداعي البشري و يساعد على معرفه تاريخ الشعوب كما يساهم في التقدم الحضاري والفكري.
واشار الى ان التراث هو الحاضنة للشعوب على اختلافها وهو ما يمنح يمنحها هويتها المميزة ويعد اساسا في قيام الحضارات كما ان التراث يمثل معطى حركي ناقل للحضارة والثقافة المحلية والإقليمية ويعبر عنها المراحل التي تعاقبت على ذاكرة وتاريخ الامة وان ن الدعوة لمحو ذاكةه وتاريخ الامة اشبه بمحو الجينات البنوية لكائن عضوي يحمل تاريخا وحضارة وذاكرة تتضمن العادات والتقاليد والممارسات الإجتماعية والخبرات المتناقلة.
واضاف ان مدينة السلط والتي نسميها مدينة الأوائل عروس البلقاء مدينه التين والعنب كما سماها الرومان ويقال انه اصل تسميتها السلط من حجر الصوان وهو اسم يتناغم مع الارض والانسان فإنسانها صلد حجر صوان ان حاولت ان تضرب عليه تطاير شرره وان وضعته في مكان حافظ على مكانته .
وكان امين عام المؤتمر الدكتور إبراهيم الكلوب قد القى كلمة في افتتاح المؤتمر اكد فيها أن عقد المؤتمر جاء بمناسبة الاحتفالات بمئوية الدولة الاردنية وبمناسبة إدراج مدينة السلط “مدينة التسامح والضيافة الحضارية” على قائمة التراث العالمي/اليونسكو لافتا أن عدد المشاركين في المؤتمر زاد عن خمسين باحثا واكاديميا من 15 دولة عربية قدموا اكثر من 30 بحثا علميا تم تحكيمها من اللجنة العلمية الخاصة بالمؤتمر من خلال نشر ابحاث المؤتمر مجانا في مجلتي الجامعة للدرسات القانونية وللدراسات الإنسانية والاجتماعية.
واضاف الكلوب ان اختيار مدينة السلط كمكان لمؤتمرنا الخامس الدولي هو تكريما واحتفالا بها بطريقة تليق بتاريخها التعليمي فهي مدينة الاوائل وبين الكلوب بانه سيتم تكريم الجهات الداعمة للمؤتمر ومن كان له دور رئيسي في إدراج مدينة السلط كمدينة تراث عالمية.
واشتمل المؤتمر على 5 جلسات شارك فيها مختصين من الأردن، فلسطين وقطاع غزة، ليبيا، مصر، العراق، السعودية، سوريا والجزائر. ومصر ولبنان والسودان والبحرين وتونس والمغرب وتركيا واليمن والإمارات وعمان
Discussion about this post