فعلها مثلما يفعلُ شعراءُ النَثر
فصرنا نركضُ وراء أسمائنا،
نحنُ،
والموسيقى الّتي تهرُّ من جيوبنا كلّما نادانا أحد..
أختي “مها”
ما زالت تعبرُ من مدينةٍ إلى أختها
وتقطبُ الجسورَ كخيّاطةِ الأقدار..
أما ” حسن”
فقد حملَ الحصانَ على كتفيهِ
ومضى..
كلىهم نصبوا الفخاخَ لأنفسهم،
لم يتدرّبوا جيّداً على التّهجئة..
حتّى ” منال”
تركتْ لليلِ يديهِ
وللشمسِ خبزها
كلّهم نصبوا الفخاخَ لي
فصرتُ كأنّي أبي
أكرهُ الوزنَ،
وأبكي المعاني..
وحدها” يسرى”
امرأةٌ تسكنُ في صندوق..
وكنّا كلّما أحضرنا المطارقَ
وكسرنا..
وجدنا قُفلاَ آخرَ..
” عدنانُ” لم يكن طويلاً
ولا قصيراً،
لكنّه كان يكبرُ في كلِّ يومٍ سنة،
يُطلُّ بعينيهِ على الطّيورِ،
ويحلمُ بالأجنحة..
كيف استطاعوا أن يبنوا له قفصاً بحجمِ السَماء؟؟
و” فؤاد” رجلٌ من حكايا
يكتبُ أبطالهُ مثلما يكتبُ العرّافون رؤاهم
مرةً شاهدته يسيرُ برفقة أحدهم
كان مقطوفاً من قصةٍ جديدة-
سألني: هل يشبهني؟؟
في الحقيقةِ كان يشبهني أنا..
“ناصر” قبل أن ننام
يعدُّنا مثلما يعدُّ النّسر فراخه
لم يكنْ يحكي أو يكتب..
كان يعدُّنا فقط.. ثمّ ينام…
وعلى عشبِ البيت
مرّتْ ” فاطمةُ”
ومثل غزالةٍ
لم تتركْ أثراً
ولم تأخذْ حصّتها من الأخضر في أرواحنا
استندتْ على عكازةٍ وهميّة
حتى صارَ قلبها كسيحاً..
” حكيمُ” مازال يسعلُ من عشرين سنة
وبابه مفتوحٌ
ويسألني: من أين يأتي البرد؟؟
و” خديجةُ” أخطأتْ حين فسّرت حلمها
لم تكن مثل ” يوسف” ولا ” زليخة”
كانت
مثل خديجة الّتي أخطأت في تفسير حلمها..
” إنصاف” أختي
بنتٌ صنعتها الآلهة من الماء
كلّما عطشَ أحدنا
كانت تذوب،
وحين انهدمَ جدارُ البيتِ في الحرب
سال الملحُ من عرقِ أبي المُخَزَّنِ بين الحجارة
سال حتّى وصل إلى قلبها
فصارت دمعة..
…
عندما كتبنا أبي
فعلها مثلما يفعلُ الرّوائيونَ
فصرنا نركضُ وراءَ مصائرنا
إلى أن تلاشينا في الورق الأصفرِ
كرواياتٍ بلا خاتمة!!
…..
أنور عمران
قصيدة: كروايات بلا خاتمة
القصيدة مهداة إلى روح الدكتور مصعب النبهان .
…….







































Discussion about this post